مقهى العرب
في المقهى
هنالك الكثير من الكلام
عالق في حناجر الجالسين
يتهامسون والصوت لا
يَسمع صوتَه
ماذا جرى ؟
ماذا حلّ لفلسـ.ـطين ؟
و كأس الشّاي بيدي
أطلب كأساً آخر
يضحك نادل المقهى
و يحضر لي قلماً وورقة
قال : اكتب عن النصر
عن التاريخ
قالها و أنا ألملم خيبتي
قلت في نفسي
هذا رجل مجنون
وهل في تاريخ العرب
نصر و تحرير ؟
هل في تاريخ الحكــام العرب
ما يرفع الجبين
لا هذا بالتأكيد رجل مجنون
فهو لا يعرف التطبيل والتزمير
والتـطبيـع .
و أنظر إلى النافذة المُغشاة
بأنفاسي المحترقة .
وإذ بي أرى نقيعاً و بيارقاً وجحافلاً
تسوق النور بسيوفها
أرى رايــات المجد تمسح الذلً
عن جبين أمّتي
أرى زغاريد النصر تمسح
عن أمتي حروف العِلة
أرى مسرى رسولي
أرى الصخرة ، أرى القبّة
أرى المحراب يُصلّي
و فجأةً بدى كلّ شيءٍ يتلاشى
كأنّ يداً سوداء أحجبت و بطشت
إنّه نادلُ المقهى يمسح النافذة
يمسح بيده حلم الطفولة
الذي كبُر معي
اترك النافذة أرجوك - صرخت بوجهه -
اترك النافذة ألا تبّت يداك
و مازال يعبث بحدودي
مازال يشتّتُ شملي
يُعيدني إلى أسلاكي وتأشيراتي
وواقعي و حكومـاتي
ويصرخ نادل المقهى :
احضروا الشاي لجميع الموجودين
و مشاهدةٌ ممتعةٌ ياعربُ حيثُ
تُـذبـحُ سـ.وريـا و فلسـ.طين .
بقلمي : علاء حسين قدور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق