الأحد، 15 أكتوبر 2023

مقهى العرب للشاعر علاء حسين قدور

مقهى العرب 

في المقهى 
هنالك الكثير من الكلام 
عالق في حناجر الجالسين
يتهامسون والصوت لا 
يَسمع صوتَه 
ماذا جرى ؟
ماذا حلّ لفلسـ.ـطين ؟
و كأس الشّاي بيدي 
أطلب كأساً آخر 
يضحك نادل المقهى 
و يحضر لي قلماً وورقة
قال : اكتب عن النصر 
عن التاريخ 
قالها و أنا ألملم خيبتي 
قلت في نفسي 
هذا رجل مجنون 
وهل في تاريخ العرب 
نصر و تحرير ؟
هل في تاريخ الحكــام العرب
ما يرفع الجبين 
لا هذا بالتأكيد رجل مجنون 
 فهو لا يعرف التطبيل والتزمير 
والتـطبيـع .
و أنظر إلى النافذة المُغشاة 
بأنفاسي المحترقة .
وإذ بي أرى نقيعاً و بيارقاً وجحافلاً
تسوق النور بسيوفها 
أرى رايــات المجد تمسح الذلً
عن جبين أمّتي
أرى زغاريد النصر تمسح 
عن أمتي حروف العِلة 
أرى مسرى رسولي 
أرى الصخرة ، أرى القبّة 
أرى المحراب يُصلّي 
و فجأةً بدى كلّ شيءٍ يتلاشى
كأنّ يداً سوداء أحجبت و بطشت
إنّه نادلُ المقهى يمسح النافذة
يمسح بيده حلم الطفولة 
الذي كبُر معي 
اترك النافذة أرجوك - صرخت بوجهه -
اترك النافذة ألا تبّت يداك 
و مازال يعبث بحدودي 
مازال يشتّتُ شملي 
يُعيدني إلى أسلاكي وتأشيراتي
وواقعي و حكومـاتي 
ويصرخ نادل المقهى : 
احضروا الشاي لجميع الموجودين 
و مشاهدةٌ ممتعةٌ ياعربُ حيثُ
تُـذبـحُ سـ.وريـا و فلسـ.طين .
بقلمي : علاء حسين قدور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق