الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

أين أنتم ياعرب ؟للشاعر كمال العرفاوي

 *أين أنتم يا عرب؟! *

النّصر آتٍ لا محالة

و هذا وَعدٌ من الرّب

و سيندحر بإذن اللّه

العدوّ الظّالم المُغتصِب

فكلّما زاد الضّيم

يزداد الغضب

و تستعر النّيران

و يزداد اللّهب

سيكون  بنو صهيون وقودا لها 

عوضا عن الحطب

و سيلوذون بالهرب إلى الملاجئ

كالجرذان في هلع وصخب

خوفا من صواريخ المقاومة

النّازلة عليهم من السّماء كالشّهب

سيُهزَمون و يُوَلّون الدُّبر

و سينطق من ظلمهم

الشّجر و الحجر

للإخبار عن مكان اختفاء

هؤلاء الظَّلَمة من البشر

لينالوا جزاءهم العادل في الدّنيا 

قبل الخلود في الآخرة في سقر

لكن أين أنتم يا عرب؟! 

فالأرامل و الثّكالى تنتحب

و دموع الألم و الحزن 

من عيون اليتامى تنسكب

و القدس تقاوم وحيدة 

عدوّها المغتصب

و غزّة العزّة تنزف دما

كما الغيث النّازل مدرارا من السّحب

فأين أنتم يا عرب؟! 

أما زلتم منشغلين باللّهو و الطّرب

و الرّقص الماجن في العُلب

و جمع المال الوفير و العقّارات

و السّيّارات المطلية بالذّهب

و الانتشاء بالجميلات

و عصير الشّعير و العنب؟! 

لقد أصبحتم أضحوكة

و مجال تندّر

لكلّ من هبّ و دب

و تناقلت نوادركم

المجلّات و الجرائد و الكتب

فتبّا لكم ثمّ تب

و ويل لكم من الرّب

يامن شوّهتم تاريخ أمّة عظيمة

عوض كتابته بمداد الفخر

و العزّ و الذّهب

بعد أن تخاذلتم في استرداد

ما اغتُصِب من أراضينا

و مقدّساتنا و سُلِب

و أصبحتم تنحنون لأعدائنا

في ذلّ و استكانة 

و لا تبدون لهم

و لو مجرّد المعارضة و الغضب

فبماذا سيذكركم المؤرّخون

في مجلّدات التّاريخ

و أمّهات الكتب

بعد أن بعتم ضمائركم

و القضيّة المركزية

للمسلمين و العرب

و قبضتم ثمنها قصورا

و جواهر و جواري و ذهب

و رضيتم بالذّلّ و المسكنة

و احترفتم التّضليل و الكذب؟! 

أما آن الأوان للاستفاقة 

بعد النّوم العميق

للتّكفير عن الذّنب؟! 

ألم يحن الوقت

للشّفاء من النَّصَب

و تجاوز ما اعترانا

من وهن و وَصَب

لنستردّ ما سُلُب منّا و اغتُصِب

و نرفع من شأن  أمّتنا العريقة 

أمّة العرب

كي تُصبح قويّة منيعة

رائدة في العلوم

و الأدب و الطّب

يُقرَأ لها ألف حساب

من حصونها العدوّ يخاف و لا يقترب؟! 

  كمال العرفاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق