*أين أنتم يا عرب؟! *
النّصر آتٍ لا محالة
و هذا وَعدٌ من الرّب
و سيندحر بإذن اللّه
العدوّ الظّالم المُغتصِب
فكلّما زاد الضّيم
يزداد الغضب
و تستعر النّيران
و يزداد اللّهب
سيكون بنو صهيون وقودا لها
عوضا عن الحطب
و سيلوذون بالهرب إلى الملاجئ
كالجرذان في هلع وصخب
خوفا من صواريخ المقاومة
النّازلة عليهم من السّماء كالشّهب
سيُهزَمون و يُوَلّون الدُّبر
و سينطق من ظلمهم
الشّجر و الحجر
للإخبار عن مكان اختفاء
هؤلاء الظَّلَمة من البشر
لينالوا جزاءهم العادل في الدّنيا
قبل الخلود في الآخرة في سقر
لكن أين أنتم يا عرب؟!
فالأرامل و الثّكالى تنتحب
و دموع الألم و الحزن
من عيون اليتامى تنسكب
و القدس تقاوم وحيدة
عدوّها المغتصب
و غزّة العزّة تنزف دما
كما الغيث النّازل مدرارا من السّحب
فأين أنتم يا عرب؟!
أما زلتم منشغلين باللّهو و الطّرب
و الرّقص الماجن في العُلب
و جمع المال الوفير و العقّارات
و السّيّارات المطلية بالذّهب
و الانتشاء بالجميلات
و عصير الشّعير و العنب؟!
لقد أصبحتم أضحوكة
و مجال تندّر
لكلّ من هبّ و دب
و تناقلت نوادركم
المجلّات و الجرائد و الكتب
فتبّا لكم ثمّ تب
و ويل لكم من الرّب
يامن شوّهتم تاريخ أمّة عظيمة
عوض كتابته بمداد الفخر
و العزّ و الذّهب
بعد أن تخاذلتم في استرداد
ما اغتُصِب من أراضينا
و مقدّساتنا و سُلِب
و أصبحتم تنحنون لأعدائنا
في ذلّ و استكانة
و لا تبدون لهم
و لو مجرّد المعارضة و الغضب
فبماذا سيذكركم المؤرّخون
في مجلّدات التّاريخ
و أمّهات الكتب
بعد أن بعتم ضمائركم
و القضيّة المركزية
للمسلمين و العرب
و قبضتم ثمنها قصورا
و جواهر و جواري و ذهب
و رضيتم بالذّلّ و المسكنة
و احترفتم التّضليل و الكذب؟!
أما آن الأوان للاستفاقة
بعد النّوم العميق
للتّكفير عن الذّنب؟!
ألم يحن الوقت
للشّفاء من النَّصَب
و تجاوز ما اعترانا
من وهن و وَصَب
لنستردّ ما سُلُب منّا و اغتُصِب
و نرفع من شأن أمّتنا العريقة
أمّة العرب
كي تُصبح قويّة منيعة
رائدة في العلوم
و الأدب و الطّب
يُقرَأ لها ألف حساب
من حصونها العدوّ يخاف و لا يقترب؟!
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق