الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

فمن رجل للشاعر سعدي الشنون

 فمَن رجُلٌ


وإنّي أسأل القلبَ المُعنّى

     فهل بعد الدُجى ياقلب صبحُ

وإشراقٌ سيأتي بعدَ لأيٍّ

        وننسى جُرحنا أذكاهُ جُرحُ

أم الأحزانُ لاتنوي فراقا

        فيا نفسي لَكَم أعياكِ نوْحُ

وآلامٌ جسامٌ طوّحتنا

           وقَرحٌ قد بُلينا إثر قرحُ

ومٌختلسٌ يجيئُ لنا ويدنو

          بثوبِ الدينِ مؤتزراً يلِحُّ

ونُخدعُ من مقالتهِ ونغفو

        كأن النومَ أدركنا فنصحو

كشيطانٍ إذا ما جاءَ نشقى

                  وندري أنّهُ شرٌّ يفُحُّ

بطعنِ السيف يُمضي كلُّ أمرٍ

         وإن أبدى لنا عطفاً فرُمحُ

فنندب حظَّنا زمنا طويلاً

        وسوء الحظِّ أمرٌ فيهِ قُبْحُ

ونًجْني زرْعنا دغلا حقيراً

          بدغلٍ مَن أتى لايؤتَ قمحُ

نُعيدُ الكرَّ والفرَّ  المُعيبِ

        وننتخب الكذوبَ القُلَّ ردْحُ

فهل نرجو من الإصلاحِ خيراً

          إذا الإصلاح سمسرةٌ وربحُ

فمن رجلٌ يُناجدنا سريعاً

          يزيلُ همومنا عنّا ويمحو

سديد الرأئ نسمعه جميعا

        ويُسعِدُ عيْشَنا طيبٌ ورَوْحُ

يصون دماءنا ونعيشُ رغْدا

          يسودُ حياتَنا حبٌّ وصفحُ

سليل المجدِ نعرفهُ تماماً

     أخو شرفٍ مُشاع الرأيّ سمْحُ

ومَن للظالمين يقولُ رُشْدا

              بأنَّ وراءهم ويلٌ وويحُ

سعدي الشنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق