كتابةٌ على خرائط الزمن
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عامٌ مضى
والوعد وعد الأوفياءْ
نصحو على القَسَم الذي مازال نبع الكبرياءْ
نقتات من شريانه
فيفيض بالنسغ المباركِ
يملأ الأيدي صموداً
في وجوه " الأقوياءْ"
كي يعيد لنا وجوداً ضائعاً
بين النحولة والفحولة والرياءْ
يا سادتي... يا سادتي...
شاخ الزمان ولم نزل نقتات من ذات الحُدَاءْ
نرنو إلى خيل الخليفةِ
تستريح على بساطٍ من ذهبْ
تلهو بسرجٍ يستبيح جمالُه المنحولُ تاريخ العربْ
تغفو على رمل انتظارٍ لاهبٍ
وعلى مسافاتٍ تعاقر كلّ أصناف الطربْ
في ظلّها كأس السلام كـأنّه مُهلٌ تلظى في ميادين اللهبْ
يا سادتي... يا سادتي....
لا تعذلوا خيلَ الخليفةِ إنْ تَخَطَّفها التعبْ
فالخيلُ ما عرفت علوماً
أو سرت فيها الخُطَبْ
يا سادتي... يا سادتي...
ما هكذا كان العرب...
وهم السلام المرتقبْ
ما كان يوماً في الزمان " البكر"
من شأن العربْ
فدعوا وشاح الوهم عنكم
واشربوا نخب الوفاءْ
ولتعذرونا إنْ بصقنا في وجوه الأدعياءْ
فليس منّا من غزاه الموج
أو كره الضياءْ
وليس منّا من يرى استسلامه
نصراً يحقّقه البقاءْ
* * *
عامٌ مضى ....
عامٌ أتى...
والوعد وعد الأولياءْ
عامٌ مضى ....
وأنا أقاسمكِ العراءْ
نحيا على صوت القنابل والتراشق... والعواء
لم نَخشَ من غدرِ الذئابِ
ومن طواغيت المساءْ
فملاذنا الحبّ الموشّى بالسكينة والصفاءْ
تهبينني دفء الحياة ونحن نلتحف السماء
يرتادنا عصف الرعود سويةً
ومعاً يلوذ بنا الهواء
نستوطن الحجر المهدّم دونما أيّ احتواء
ونواعد الريح العنيدة كي نحمّلها النداء
كم حاولوا أن يقنعونا بالرحيل المبتكر
وتفاخروا بصناعة الموت المليء بكلّ صنف مفتخر
وبهدم أعشاش الحمام
وقنص أحلام القمر
لكنهم لم يدركوا
أنّا سننبت من أديم الأرض ولحاء الشجر
في نبضنا عزم البحار إذا تنادى للعطاء
فكأننا الجبل المسافر
عبر أزمنة الشقاء
وكأننا من يوم مسرى المصطفى رجع الدعاءْ
نغشى قلوب المؤمنين الصابرين على البلاء
الصابرين إذا ادلهمّ الخطب في حكم القضاء
الرافضين لما استباحوا من دماء الأبرياء
فضعي يديك على جراحي
ولتقطفي لون الأقاحي
ثمّ ارفعي كأس انتصاري
فاشربي نخب الفداء
فنحن حبّات التراب
ونحن من طينٍ وماء
لا فرق بين جراحنا
فالغيث والبشرى سواء
ولتصرخي ملء الحناجر في وجوه الساسة الآتين من أرض الضجر:
" حجرٌٌ.... حجرْ ...
مازال في يدنا الحجرْ ..."
كم أرهبونا بالبنادق والصواعق والدخان المستعر
كي نحمل الآثام عبر رحيلنا في المنحدر
ونغوص في بئر الرماد مع الزمان المندثر
عامٌ مضى....
عامٌ أتى....
"والانتفاضة" صرخة الحقّ المحاصر في ميادين الخطر
ومخالب " الإرهاب " تقطر من دماء الآمنين على البلاط المحتقر
في بؤرة الصمت العقيم
وفوق " تمثال العدالة " ذي الوشاح المعتبر
وعلى " كواليس " المجالس...
فوق أرصفة الألم
وتحت أعلام " الأمم "
عامٌ مضى ....
عامٌ أتى .....
بضعٌ وخمسون استكانت للمواجع والظُلَمْ...
تجترّ أفئدة الحمائم والحمائم تبتسم
ومخالب " الإرهاب " تفتك بالسلام وبالبناء
لا فرق بين وجوهه ...
آلون ...أم بيريز ... أم شارون ...أم أمّ البغاءْ
يا سادتي... يا سادتي...
فلتعلنوا حرب السلام على سلالات الوباء
فالشرّ يولد كلّه من هؤلاء ...
من هؤلاء
..............
حلب - الأربعاء 10/10/2001
*
من مجموعة: مواسم الرحيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق