حِوَارُ الْوَالِدِ مَعَ اِبْنِهِ حَوْلَ الْهِجْرَةِ [03]
الْـــوَالِدُ :
إِذَا مَا فَعَلْتَ الَّذِي تَنْتَوِيهِ**وَأَقْرَرْتَ عَزْمَكَ مَــاذَا تَبَقَّى ؟
فَمَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْقَوْلِ مَاذَا ؟**أَمَا قَدْ حَيِيتَ بِفِعْلِكَ حَقَّا ؟
تَحَدَّيْتَنِي ثُمّ لَا زِلْتَ قُرْبِي ؟**أَمَا تَسْتَحِي مِنْ أَبِيكَ وَتَرْقَى
فَتَغْرُبَ عَنِّي بَعِيدًا بَعِيدًا **وَإِلَّا بَصَقْتُ بِوَجْهِكَ بَصْقَا ؟
*******************
الْـــوَالِدُ [ لِزَوْجَتِهِ شَرِيفَةَ]:
أَلَمْ تَسْمَعِي يَا شَرِيفَةُ قُولِي ؟**كَرِيمُ اِبْنُكِ الْبِكْرُ عَقَّكِ عَقَّا؟
يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى أَرْضِ غَرْبٍ **وَيَنْوِي الرَّحِيلَ وَيَسْبِقُ سَبْقَـا
فَهَلْ قَدْ رَعَاكِ كَأُمٍّ رَؤُومٍ ؟**وَهَلْ حُبُّهُ لَكِ قَدْ كَانَ صِدْقَا؟
فَلَا لَا تَكُونِي كَمَا الْأُخْرَيَاتِ**مِنَ الْأُمَّهَاتِ فَيُصْعَقْنَ صَعْقَا
*******************
فَلَا خَيْرَ فِي اِبْنِكَ مَا قَدْ حَيِينَا **وَمَا كَانَ مِنْ حُبِّنَا بَانَ حُمْقَا
دَعِيهِ لِيَذْهَبَ حَيْثُ يَشَـــــــاءُ **فَلَا يَسْتَحِقُّ الْبُكَاءَ وَرِفْقُــــا
لِأَنَّهُ أَخْرَقُ لَيْسَ سَوِيًّـــــــــــا **وَفِعْلُهُ أَظْهَرَ حُمْقًا وَخُرْقَا
دَعِيهِ إِلَى الْبَحْرِ لُقْمَةَ حُـــوتٍ**فَإمَّا طَفَا أَوْ هَوَى بِهِ عُمْقَا
******************
الْأُمُّ شَرِيفَةُ:
أَيَا وَلَدِي هَلْ أَرَاكَ مُصِرًّا ؟**عَلَى الْاِتِّجَاهِ إِلَى حَيْثُ تَشْقَى؟
أَيَا كَبِدِي اِرْجِعْ لِنَفْسِكَ حِينًا **وَرَاجِعْ نُهَاكَ وَمَا قَدْ سَتلْقَــى
أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ الْكَائِدِيـــنَ **وَمِمَّنْ يُرِيدُونَ مَحْقَكَ مَحْقَـــا
أَخَافُ عَلَيْكَ تَعُودُ إِلَيْنَـــــــا **طَرِيحًـــا غَرِيقًا بِرِفْقَةِ غَرْقَى
*********************
الْـــوَالِدُ [ لِزَوْجَتِهِ شَرِيفَةَ]:
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ **وَثِيقَتَهُ فِي رَحِيلِهِ سَبْقَـــــــا ؟
إِلَى بَلَدٍ أَنَا أَعْلَمُ عِلْمًا **بِأنَّهُ قَدْ ضَاقَ بِالْقَوْمِ ضِيقَـا
مِنَ الْقَادِمِينَ مِنِ افْرِيقِيَا ** لِإِيطَالِيَا قَدْ أَتَوْا لَهُ دَفْقَا
عَلَى يَدِ مَنْ سَفَّرُوهُمْ وَفَازُوا**بِمَالِ الْجَمِيعِ لَهُمْ سِيقَ سَوْقَـــا
******************
فَكَمْ غَدَرُوهُمْ وَكَمْ قَتَّلُوهُمْ **وَكَمْ أَخْرَجُوهُمْ مِنَ الْبَحْرِ غَرْقَى
هُنَالِكَ عِنْدَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ ** حِمَى الْأُمْنِيَاتِ أَتَوا لَهُ حَرْقَــــا
بِإفْرَاغِ قَارِبِهِمْ مِنْ هَـــوَاءٍ** وَمَا قَدْ لَقُــــوا مُنْقِذًا كَانَ رَقَّـــا
وَلَا مَنْ رَآهُمْ وَهُمْ يَغْرَقُونَ **وَهُمْ بِالْأَيَادِي يُبِينُونَ فَرْقَــــــا
عَبْدُ الْمَجِيدِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ
الثلاثاء 14/11 /2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق