أتخذني معكَ
سألت
ظلي الساقط هناك
أتخذني معك
قال .... إلى أين ؟
قلت إلى حلمٍ قديم
تاه مع الريح
قال
لكني مازلت أرشفُ من
جسدي لون هزيمتي
و لم يبقَ عندي وقت
كافي
لأحيا ثانيةً و أعود
قلت له
لماذا إذاً كنتَ تلاحقني
منذ نطقت بأولى الأوجاع
و بكيت عليك دماً
عندما كنا ندفن كل الأحلام
في الحجر
قال مشيت ورائك حافياً
لأني رسمت فيك صورة
آلهتي
الحالمة بحضن الشمس
دون أن أدري بأن هناك
شيء ٌ خفي
سيكسرني عند أبواب
الكنيسة
لأبكي على الولادة
باكراً
قلت له
إذاً أنتَ لم تعد قادراً
على أن تحمل جنازتي و
تمضي في النسيان
قال بتنهد
و الدمع يسقط من عينه
لا .......... لا
قلت
من سيرتبُ من بعدكَ
إذاً
تفاصيل الإنكسار بهذا
الرحيل
و من سيقرأ من وجع
القصيدة
عندما يصبح الليل و
النهار
صفة من صفات السقوط
فمن سيأخذني لديار
الهاربين
من وجع الحياة
و يكمل فراغ القصيدة
بعد هذا الموت
كنا هناك متحدين يا
ظلي الحزين
كنا نسقي السنبلة من ندى
صباحنا
و كنا نهمس للفراشة عن
رقصة الزهرة بجوار
الياسمين
كانوا الأولاد بين الأيام
يلعبون
و الأباء كانوا يصنعون أحاديث
طفولتهم و كانوا يفرحون
قد كبرنا سريعاً دون
أن نضحك
و نسينا ورائنا أحلامنا الصغرى
تئن وجعاً
نسينا توابيتنا تبحث عن
ساكنيها
لماذا نحن نموت بباب
الحياة و لا ندخلها
ماذا كان ينقصنا لنحيا
قليلا
لو إن إلوهتنا كانت لا ترشف
بكوارثنا
ها هنا الغربة ترجمنا
كآبة الوحدة
تسرقنا من ضوء النهار
للعتمة
فأين زمن الكبار و الحكايات
أين ضحكة الصغار
و لحظات الأمس بصور
الذكريات
و أين خوف أمي بباب
البيت
و هي تنتظر عودتي قبل
المساء
كنا هناك نرقص على أنغام
ضحكتنا
فتاه العمر خلف جدران
الشيب
و تلاشت من ذاكرتي كل
الصور
يا أيها الموت خذني إليهم
بموكب الكلمات
دعني أستوعب و أختصر
وقت الإنتظار
أنا قد تعبت من فراغ الروح
بهذا الجسد
فعجل بترتيب اللقاء بمن
غابوا
و تركوا بقلبي وجع ذكراهم
و ناموا واقفين
فلم يعد للأشياء معنى
ها هنا
وحدةٌ يابسة متحجرة
تطريز الكفن
و ساعة الحائط مازالت
تسرق
من الجسد راحته الناقصة
فخذني يا أيها الظل الكافر
إلى هناك
حررني من سوء الإختيار
و من شغبي الشاحب
أنا من هناك بكفن بلدي
من الجبال
من ديار الأجداد
من كتب و كنف الرحمن
المسروقة
و قلبي من جرح الزيتون
المكسور من يحمله
فنحن أبناء الهواء و
أبناء الشمس
كنا نحلم بالفردوس حالمين
و ندعو الله
فمشى الحلم بدرب الهلاك
و مات هناك
و جاء الشيطان و أخذ مكان
أُليهتنا هناك
من لطخ تاريخ الأنبياء و أحترق
كل الرسائل
لما أصحبنا مبعثرين بمتاهات
الحياة
أنا الآن أشبه بقايا مقتول
نسي موته
بين رقَصَات الريح
فراح يبكي مع الحجر
على الخيبة
فدعني أجسُ قيامة
المسيح
يا ظلي المهزوم لأرضى
بساعة موتي
لأعلق الصليب على جدران
القبور
لكي أنشدُ بنشيد الأموات
القدامى و أستريح
ل أصلي على نعشي
الأخير
و أدفن كل أحزاني قبل
إنتهاء طقوس الخذلان
كيف لا أبكي حجراً
و تمرد الملائكة على ظلم
الألهة بقيت هناك
خذني إلى حيث ينتهي
الوجع
إلى حيث يمضي الوجع
لنهايته هناك
فأرضى بالقيامة بقدوم
الموت
و لا أراك مكسوراً و أنتَ
ترجمُ
حظكَ ....... العاثر
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ........ ٢٠٢٣/١١/٢٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق