**لا تساوم***
ملامحك تجبّرت
كفرت بك وتمرّدت
رفضت الانكشاف
خدشت المرايا واختبأت في زوايا الانعطاف
حزنك كان قاسيا حدّ الدهشة
وصفحة وجهك انكفأت إلى عمق رأسك
لم تعد قادرة على التلوّن والالتفاف
حزنك أعمق من نظرات عينيك التائهة
أستارك تتهاوى
حصونك تُدَكّ وانت فاتح ثغرك للريح
لم يعد يفصلك عن حزنك الأبدي سوى حبّة قمح
وإن بُترت يداك فاحفر بأسنانك وادفن بذرتك الأخيرة
علّق حزنك على حبل غسيل
واشعل في كل زاوية شمعة وبقايا فتيلْ
فالريح تصفع
والشمس تداوي بالكيّ
فاستر عورتك لتأبين الرضّع
قاوم..
برشقة زيتون ولا تساوم
استنهض أسلافك
وجدّد أحلافك
ولا تساوم
أقم أراجيحك بلا أعمدة
واستدع أسراب الطير تأتيك خفافا
وابن أعشاشك في منتصف الطريق
العالم من حولك فقد البوصلة
احترف التزييف
وأبجديات التحريف
وصارت حقائقه مجرد ثرثرة وتخريف
اجمع شتاتك من على الاسفلت الحارق وقاوم
فلست سوى أغنية حزينة على مشارف زمن ارهقه العناد
ولكنك نبت طيب
من عرق طيب
من زيتونة مباركة
من ابتسامة وليد مات قبل أن يولد
انقاض الدمار نفسها تعلن عن ميلادك .. فقاوم
ولو انطوت الأرض مكلومة.. فلا تساوم
فقدرك أن تقاوم .. ولا تساوم
بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي -تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق