السبت، 11 نوفمبر 2023

التحاعيد للأديب أحمد أنعنيمة

 التجاعيد 


هل تعلم ماذا سيحدث لي عندما تمر كل السنين؟ 

فإذا نظرت إلى المرآة ، سأكتشف أن لدي الكثير من التجاعيد ..

تجاعيد لا تكلفني شيئًا ولكنها تنتج لدي الكثير من الأحزان .. 

إنها تثري من ينالها مثلي .. 

لها ذاكرة خالدة .. 

 ابتسامة الراحة للأرواح المتعبة وشجاعة لكل الأرواح المنكوبة .. 

ترياق حقيقي لما تخزنه الطبيعة من أحزان .. 

ولا أحد يحتاج حقا إلى ابتسامة أكثر مما سأعطي للآخرين :

_عندي تجاعيد لأن لدي أطفال ، وكنت قلقا عليهم منذ الولادة .. لكني ما زلت ابتسم لهم في كل اكتشاف جديد وأقضي كل الليالي في انتظارهم ..

_عند ي تجاعيد لأني بكيت من أجل أشخاص كنت قد أحببتهم ولكنهم غادروا ، لبرهة أو إلى الأبد دون أن أعرف السبب ..

_لي تجاعيد لأني قضيت ساعات بلا نوم في مشاريع جميلة لم تكن دائمًا ناجحة .. 

_لي تجاعيد لأني قرأت كتبا فيه أماكن جميلة وأفكار جديدة ولم أسافر إليها .. 

_لي تجاعيد فيها كل ابتساماتي وذهولي لأن فيها أماكن قديمة .. 

_نعم ، لي تجاعيد .. وفي كل أخدود على وجهي ، أخفي قصة أو عاطفة عشتها ..  

_تجاعيد فيها آثار عذاب لا تزول إلا إذا محوت نفسي ..

_لي تجاعيد لكل الأضواء والأزمنة .. 

_تجاعيد سئمت الهاوية ونبتت على وجهي منذ النظرة الأولى لتطرد المرارة من فوهات براكيني وتعطيني بريق سحر مطيع في انعكاساته الأولى .. 

_لي تجاعيد تبدو كشرارات ضوء انقلبت أخيرا الى مظلة تقبل الماء الساقط من نهاية الأنفاق المظلمة .. وكل قطرة منها بمثابة نجمة أهتدي بها في هذه الممرات اللانهائية .. _تجاعيد تحملني إلى رحلات أخرى لا أستطيع الهروب منها وتطير بي إلى أحلام  لا يمكنني نسيانها .. 

_تجاعيد تنمو كوهم على موسيقى مبهرة تشعرني أن جزيرة الأمان بعيدة وأني في طور التواصل يوميا مع كواكب أخرى  تطلق علي النار وأنا أكتب بريشة قصائدي فقط ..

_لي تجاعيد تبحث في أحشائي عن الممنوع في أفعالي وأنا مرتبك مكمم الوجه واقف في ساحة الأموات أنتظر تنفيذ حكم الإعدام .. _لي تجاعيد تدفعني إلى الانجراف لأني ألوم نفسي على أي إهانة خلف الأبواب المغلقة ..

_لي تجاعيد كثيرة تلزمني بأن أقبل الانصياع باكرا لقرارات حالات الاندحار في كبري .. 

_لي تجاعيد حياة تستحق العيش لأنها تعج بآلام شديدة في كل أقوال الحرية .. 

_تجاعيد ترى الحب بعيون مختلفة وتقع في حب أرواح أناس آخرين ..


أحمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق