حكاية وطن
في ذات نهار ...
كنا نعيش في أمان وازدهار
تعلو وجوهنا البسمة
وبأعيننا بريق أمل
ننتظر الغد بشغف
لنشق طريقا نرسم فيه الاحلام
كنا أطفالا بعمر الأزهار
نجول الحقول
نجني الثمار
نزرع الزيتون
والليمون
والصبار
ونسمع حكايات جدي وجدتي
عن بطل ثائر مغوار
وكنا نردد النشيد
عشت ياموطن الأحرار
كنا براعم صغار
ننتظر العيد بلهفة
نأكل الحلوى
ندور في أزقة المدينة
نعايد الكبار
بالأمس عانقنا الأماني
رسمنا الأحلام
في غمضة عين ...
ذهبت أمانينا أدراج الرياح
ووئدت أحلامنا
ومضى الزمن الجميل بذكرياته
واستعمرت الأرض والديار
وصودرت الأرواح لكأنها
قطعة من غيار
ودق ناقوس الخطر
وأشعلت الحرب فتيلها
وعاث المجرم فسادا
سنينا طوال
واندلعت الثورة بأرضنا
ورفعنا راية الجهاد عاليا
فثرنا أسودا
نشق الجبال
ونطق السلاح بالحق
وأخرس صوت طاغية جبار
انا لا نخشى مدافعكم
ولا قنابلكم
لا ترهبنا قوتكم
فنحن الثوار
أبطالا كنا لا تهزنا ريح
صامدين بوجه التيار
نقود السفينة
نركب الموج
نتقن الإبحار
في الوغى صناديد
سيف مهند على الباطل بتار
نحن للعزة عنوان
لا نقبل بذل ولا انكسار
لنا في التاريخ أمجاد
وحضارتنا رقي وازدهار
يابني صهيون ...
ياشعب الله المختار
ماهكذا قال الله
وما أنزل به من سلطان
قتلتم...وشردتم...ونهبتم ..
واغتصبتم ..
واتخذتم السلاح لغة
فما أدراكم بلغة الحوار ؟
قلتم فقلنا ...
قمتم فقمنا ....
وأعلنا الحرب سجال
واعتصمنا بحبل الله المتين
وبلغنا المنال
وجاهدنا في الله حق الجهاد
رفعنا الراية
حملنا الشعار
كلنا للوطن فداء
نموت ويبقى رمز النضال
ماعلمنا لكم من سؤدد
وماعرفنا لكم من نسب
لا يضمكم وطن
ولا تحتضنكم أرض
لا مبادئ لكم
لا هيبة لكم
تتيهون في الأرض
ذلا وهوان
هو وطن قد روى التاريخ حكايته
وشعب نهض
واتخذ القرار
فاسمع ياهذا ....
وكفاك جدال
لا تحسب الأمر هينا
تولد الثورة من رحم الرجال
الى الحرية نمضي قدما
وإلى الأقصى ...نشد الرحال
نوال ديمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق