الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

لم يكن لقاؤنا صدفة للشاعرة ماريا غازي

 لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة 


لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة 

كَانَ رَحمَة مِن اللَّهِ لِقَلْبِي 

أَنْتَ الَّذِي لَا تَتَحَدّثُ كَثِيرًا 

أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كُلَّ شَيْءٍ بأفعالك دُون كَذِبِ 

أَنْتَ الَّذِي أَشْهَرتَ سَيْفًا 

و قَطعْتَ دَابِر كُلِّ عَجَبِ 

لَا عَجَبَ الْيَوْمَ أَنْ أَلْقَيْتُ أمتعتي 

و وَضَعتُ أسلحتي و أَوْقَفْتُ حَرْبِي 

و رَكَنْتُ إلَى الْأَمَان الْخَالِص صِدْقُهُ فِي عينيكَ 

و قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَك يَا رَبِّي 


لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة  

أَنَا الَّتِي أَوْقَعْتُ قِفَّفَ خَيْري و أَمْطَرْتُ سُحبِي 

عَلَى جَاذِبِيَّةٍ غَيْر متزنةٍ ، 

فَاخْتَلّ ثقلي و أرهقني فِيه تَعَبِي 

أَمْطَرْتُ كَثِيرًا ...كَثِيرًا كَمَا كُنْت أَشْتَهِي 

و مَا فُلِقَ إلَّا عَلَى الظُّلْمِ و الْحُزْن حَبِّي 

قَدّمْتُ رُوحِي 

و أَخَذْتُ رَغم عَظِيمِ تفانيها عِقَابِي 

مَاذَا يَكْفِيكَ ؟ 

كَلِمَاتُ حُبّ...! أَمْ إقْرَارٌ بالعشق فَأَنْت بِالْفِعْل حَبِيبِي 

و أَنْت سَنَدٌ و أَنْت اسْتِغْنَاء 

و أَنَا السَّقِيمَة أَنْفَاسُهَا و أَنْت حَقًّا مداويها و طَبِيبِي 


لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة 

و لَا عِوَضًا ، بَل تَرْتِيب السَّمَاء حِين تُقْفِل زَيْفًا بِالضَّرَر 

و تَفْتَحُ بِالْخَيْر أَبْوَابِهَا و أبوابِي 

و تُعْطِي السَّائِل حَقِّه 

و تُعْطِينِي بَعْد سَنَوَاتِ قحطٍ أَنْسَبَ جَوَابِ 

خُذ ، هَذِه مُهْجَةُ الْوَجَع 

و سَيْفَ جُحُوٍد قَدْ قَدَّ أَلْبُبِي 

و ثَكَالى الْهَمْس مِنِّي 

و يَتَامَى الْأَمَانِيّ الساعيةِ خَلْف سرابِ

حَرّرِ الْهَوَى فِي فُؤَادٍ يَتِيمٓ مُضْنًى 

و اعْتِقْ مِن الْمَاضِي الْكافر كُلّ رَقابِي


لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة 

يا بهْجةً تمسحُ حزني عند كلِّ لقاَء

و تُطَيِّرُ بِأبسَطِها فعلٍ للْمَسرَة أسْرابِي

و تُؤمِنُ بِي

تُؤمِنُ بما أنا عليه ، دون لَغوٍ و لا كَثيرِ خِطابِ

عينَانِ تُبصِرانِ حاجَتِي

و تَتُوقَانِ للسَّعْيِ وَراءها دونَ إِلْحاحِي بالطَّلبِ

ماذا أقولُ فيكَ أكثَر

و هلْ يَكْفيكَ ، مِنْ شُعورِي بالأَمانِ كَلِماتٌ يَحْمِلُهَا كتَابِي

عَنْوَنْتُهُ ، أنَا وَ أنْتَ

أنَا وَ أنْتَ ، حكايةُ هوًى عُذْريٍّ بلاَ عَذابِ


لَمْ يَكُنْ لِقَاؤُنَا صُدْفَة 

مارياغازي 

الجزائر 2023/11/28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق