بماذا أخاطبُ هذا البهاء ؟
——————————-
إذا حاصرتْ خافقيَّ الهمومُ
و ليلي بظلمتِهِ عَسْعَسَا
وداهَمَني قَلَقٌ دائمٌ
بسَمعيَ شيطانُه وَسْوَسا
وَباتَتْ تموجُ بيَ النائباتُ
وَيحْتَلُّني في الخطوبِ الأسَى
لَجَأْتُ إلى اللهِ مُسْتَغْفِراً
ومِن رحمةٍ منهُ لنْ أَيْأسا
هدانِي لقولِ الصلاةِ على
الرسولِ نهاراً وحينَ المَسا
شعرتُ بأنّي في غَفْلةٍ
تلاشى بما في فؤادي رَسى
وَحَلَّ به ما تَمنَّيْتُهُ
وصارَ حبيبُ الورى مُؤْنِسا
عليهِ الصلاةُ تُشيعُ العبيرَ
شذاها إلى الهَدْي قدْ كُرِّسا
تُحَفِّزُني كُلَّما قُلْتُها
وبالشوقِ كلُّ كيانِي اكتَسَى
لِيلهَجَ في أنْ يزورَ الحبيبَ
ويدعوَ للهِ مُلتَمِسا
عسى ربُّهُ أنْ يجيبَ الدعاءَ
ويحظى بِخيرِ الأنامِ عسى
فكمْ قد تَمَثَّلَ لي رَوْضُهُ
وإنِّي اتَّخَذْتُ بِهِ مَجلِسا
أُقَلِّبُ طَرْفي بأنحائِه
وَقد عَجزَ الدمعُ أنْ يُحبَسا
بماذا أخاطبُ هذا البهاءَ
وأصبحتُ مِنْ حيرتي أخْرسا
تلعثمتُ : بعدَ ارتجافَ الشفاهِ
بِغَيرِ الشفاعةِ لَنْ تَنبسا
متى سيّدي أرتوي بحماكَ
وأحْضى بلقياكَ لنْ أُبْخَسا
متى يأذنُ اللهُ في زورةٍ ؟
يكونُ الهنا لي بها مَلْبَسا
تَقرُّ بها النفسُ ملهوفةً
فَمَسجدُهُ يُنعِشُ الأنْفُسا
إذا ما نقلتُ الخطى حولَهُ
تعافيتُ مهما الزمانُ قَسى
لأنّي بأرضٍ مباركةٍ
وما مِثلُها في الدّنا أَنْفَسا
ثراها تَنَدّى بأنسامِها
وفي عَبَقِ المصطفى أُغْمِسا
عليهِ الصلاةُ وخيرُ السلام
تَجَدَّدُ ما اللهُ قدْ قُدِّسا
على آلهِ الطاهرين الكرام
على الصحبِ ما شَجَرٌ أُغْرِ سا
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق