جاء يسألني
جاء يسألني من بعد
الهجرانِ
كيف أصبح شكلي بصورة
الموت
و هل بقيتُ مخلصٌ بهواهُ
و هل أنا ما زلتُ
أذكرهُ
بماذا أردُ عليهِ
و كل الحروف متعبةٌ
في الهلاك
بحرٌ من الدموع أجهدني
بالحزن الكبير
و شتاتٌ على طريق الوحي
العاثر أنثرهُ
عن ماذا جاء يسألني
عن جرحه
عن طعنهِ
عن رجسهِ الذي كسر
لوحة السماء
أم عن ظلمه لهذا العمر
المكسور
جاءني يسأل هل
متُ
مشلولاً خلف الرحيل
أم خانني الموت بيوم
الوداع
و مازلتُ ببقايا الضياع
أصارع ذكراهُ
بألف
خنجرٍ مسلوبٍ بجسدي
يسقطني
و كل ذكراهُ مواجع
الوقت
فالقلب المسكين ماذا يفعل
ماذا عساهُ
كان القلبُ منزلهُ الوحيد
بطيبهِ
فعجبي لذاك الحبيبُ
القاتل
كيف يذبحُ بوجع الطعنِ
و راحَ يهدُ بجدران
سكناهُ
عن ماذا
جئتَ تسألني يا ظالمي
عن أثر ضحيتك التي
احترقت ْ قهراً
عن رسائل العمر التي تبعثرت ْ
بغضب الريح
كيف تسأل عن الموت
القديم
و الألمٌ يبرحني بقسوة
العمر و ما بلاهُ
فالويل لما مدني بدروب
القهرِ و مضى
غريباً رحتُ أتوه بواحة
الهزائمِ
رحتُ أجرُ ورائي ذكرياته
بالحنين المر
فوحدهُ جرحي بجدار
الخيبة بناهُ
فكل الاشياء
تكون في بدايتها جميلة
بياض بياض
أما في النهايات فتكون
فاجعة القيامة
ننكسرُ محبطين بمن رسمنا
بهم أحلامنا
فنكتشف غفلتنا الكبرى
و نبكي
ندماً و وجعاً بمر الخيبةِ
و ما جنيناهُ
فلا تسأل مقتولاً
عن مدى الوجع بطريق
الموت
فقد دار الزمان بسيوفه
بجسدي
و سقط العمر مذهولاً
بتعبه بباب ثراهُ
فإني أجرعتُ ألف سقمٍ
بعشرتهِ
فقصدَ قتلي و علقَ مشنقتي
بجدار الهزيمة
ثم رحل عني بأحلامه
الساقطة
و راح يلملم بقايا موتي
بجلَ خطاياهُ
فيا ربي
أنتَ أدرى ما أشقاني
بلوعة الزمانِ
و كم جرحي بليغٌ بطول
الوقت
ما أقسى وجعُ الخذلانِ
بمن أحببناهم
يا لهذا الجرح الذي
يغلي
فما أوجعهُ بفراق الروح
و ما أقساهُ
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ....... ٢٠٢٣/١٢/٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق