الجمعة، 1 ديسمبر 2023

لسان مكلوم للشاعر محمد كابي

 لسان مكلوم

براقش جنت على أهلها

من حرصهم نبحت

فحل بهم الخراب

الزرقاء رؤاها صدقت

إذ حذرت الربع من غاز

للبلاد وصرخت 

ما صدقوها فجثم 

على القبيلة الغراب

صدحت بعدها أعرابية

" وا معتصماه"

فلا المعتصم جارها

ولا سيف الدين 

ولا من وشحه الحرف والكتاب

ونحن الآن كالأمس 

نقتات الوهم نتوسد الأمجاد

مهما اختلفت الأسباب

استفحل المكر

واستضبع القهر

تحكم سماسرة الكون 

وذٌلّتْ العقول والألباب

الخطيبي تلا الذاكرة موشومة

والتيزيني ترك المعاني مكلومة

فأين ثمن الدماء

التي سالت على الثرى سدى 

من أجلك يا وطني 

أين ربيعك الخلاب ؟

أوهم منذ القدم عيشنا

وكرامة الإنسان مجرد 

خرافة يمنطقها السراب ؟

أين رجال من عرقهم

بالوفاء بنوا للورى تاريخا

فأمسى حرائق من هولها

عن العزف استقال الرباب

اغتيل على كف الميزان 

العدل وتماهى في اللبس

و المراء الصواب

جوع

منع

اعتقال

تطويع

اقفلت عنوة أمام البؤساء

المنافد والأبواب

جزية 

غلاء

وباء

قمع 

تركيع

ضاع يا وطني

على أصابعك الحساب

فهل يستحق هذا الجيل

أن يجرد من كرامته

من صوته

من حرفه

من قوته

من دمه

ليتسلطن فيك الوزّاب

هل يستحق هذا الجيل

أن يغوص حتى الركب

في الوحل والتيه

هل يستحق أن يسومه العذاب

كئيبة أيامك

رمادي غدك

من لم يتاجر فيك بالبشر

في المواخير ليلا

يتاجر نهارا بالبر والبحر

ويصلي لبرصة النهب

وفي الفجر يشرعن 

فتوى خطها العراب

كفاية ، كفاية

خيركم مصاص الدماء

والكيس فيكم القصاب

كفاية ، كفاية 

فأنا – نحن – لا أعبد ما تعبدون

لي رب يعرفني

فسبحوا لمن سخر لكم الجاه

ويسر لكم شعبا من خصاصة

أطعمكم حد التخمة

فكفرتم بالنعمة

سووا الصفوف

واقرعوا الطبول والدفوف

لسلطة المال

الذي علينا أعلاكم

فمن صولتكم هرت الكلاب

لن أعبد ما تعبدون

ربكم المال 

من أجله أسكنتم الخوف فينا

فطابت جيوب الناس كمدا

واعتلى همتها الرُّهاب

الوعد دين في عنق الرعاة

والمين قلادة في جبين الزناة

ها هي ذي الجريمة النكراء يا ربي

فاين الخلاص وأين العقاب ؟

لا الخيول أسرجت

ولا العهود نزلت

ولا مواخير العتاة زلزلت 

وحثيثا مشت الرِّكاب

لا فطار أقلع من عقود

أو امتطى ظهر الأماني الركاب

لا ولا وسام عز 

طوق أعناقنا إلا السٍّخاب.

فإلى أية هاوية نمضي ياوطني

وقد حاق بنا من كل جهة

الوهن والعباب

فيا خالقي 

كلما غاب فجر

استعجلنا شمس الحرية 

وما هابنا الضباب

يا خالق الكون

أحسنت الخلق

أكرمت الحب والعشق

فعذرا وضعت البيض 

في سلة التكوين الوحيدة

حيث الحمل ترعاه الذئاب

فمتى متى يندحر ليل الظلم

وينجلي للبشرية 

العيش الكريم المستطاب.


محمد كابي

    الجديدة المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق