بؤس العظماء....
إن العقل المفكر هلاك لصاحبه....!
لأن الفكر إن لم يجد مساندا له يفجر صاحبه، ذلك لأن شدة التفكير تودي أحيانا للجنون...
فالعقل يغسل تعبه بالدموع أحيانا وأحيانا أخرى يكون في سبات عميق....
إن المفكرون العظماء ما هم إلا من جلسوا على عرش الفضيلة التي لن يراها سوى من كانوا لهم رفقاء الطريق...
إن الضرير لا يسير في الطرقات إلا بإيحاء ضوء الشمس التي يشعر بها دون رؤيتها فيشعر بالأمان...
على كل من طلب الحقيقة أن يتعلم اولا كيف يشعر الأعمى انه يسير في الإتجاه الصحيح.
إنني أرى أمامي الكثير ممن إدعوا الشهرة ويقولون هذا من إرادة فكرنا لكنك عندما تتحقق من ضمائرهم ستجدهم دون عقل وعيونهم ضيقة لا ترى إلا بُعد شبر عن أرنبة أنوفهم فهم ليسوا أصحاب فكر لكنهم أصحاب ألسنة تنزف كذبا مع انهم يخلطون رشقات كلامهم بشيء من العسل المغشوش...
إن كل خطاباتهم ما هي إلا إيحاء من أسيادهم وهم بها يتغنون ويمجدون حتى أصبحوا عبيدا لأصحاب الفضل عليهم ولهم ساجدون....
لقد فقدت سعادتي ونسيت طفولتي عندما كبرت ورأيت وسمعت خطابات هؤلاء المتقولون. قد أرهقتني ايامي وكدت أن أكون كافرا بعملاء السلاطين لكنني إستدركت أمري وعدت مرة أخرى لصومعتي حتى لا أرى قلوبا تقلبت وأرى دموع التماسيح تنهمر من تلك الفئة الضالة التي تعيش على قوت الفقراء والمساكين...لقد جفت دموعي وما عادت لتبلل وجنتي فكيف لي بعد ذلك أن أستمع لقول المهرجين... إنني في حيرة تامة... وأتساءل دوما أين أنا ومن أكون... هل انا وهم ام حقيقة كما يقولون... لله در المرء عندما تغيب عن عينه الشمس فيصبح من التائهين ..
يغنون في الأفراح ويرقصون كأن غزة ليست منهم ولا هم منها ينحدرون...فغزة اليوم في مأتم وانتم بموتها تفرحون...
تبا لكل أفاق وتبا لكل سكران لعين...سأترك عالم لا يحتوي سوى الخزي والعار ليوم الدين....سأصيح كصياح ديك أذن للفجر عندما يحين...
أين الذين كانوا للجهاد مأذنين..هل ماتوا... هل سُدّت أفواههم ..هل أُطفأته اعينهم..ٕ؟ هل أصبحوا مع الغوغاء مغردين.....؟
تلك الطبيعة خلقها ربي وخلقكم من طين...ستلاحقكم لعنات ربي وسيكتب التاريخ انكم إخوان الشياطين.....
فهنيئا لكم اليوم وغدا يكون موعدا للظالمين....
سالم المشني... فلسطين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق