بين ليل يأتي وليل يمضي
لا أدري كيف يضيع نهاري
وبين عام ولى وعام أطلَّ
تأبى الأفراح أن تزور دياري
وأداري خسارتي عن الورى
لكي لا يَطَّلعَ أحدٌ على أخباري
فإذا بالعيون تخونني جهراً
وتُبدي للورى ما كنت أداري
كنت أقضم العشب بأسناني
و أنحت الصخر بأظفاري
وكنت أوقد الجمر من غير نارٍ
وأصنع الرياح من رفرفة أشفاري
وكنت أقطف النجوم وهي متقدةٌ
وأشعل منها ما انطفأ من أنواري
وكلما انسكبت دموعي شاكية
كنت أقتص لها من أقداري
ألوم الأقدار ظلما وهي بريئةٌ
وأواسي دموعي المنسكبة بأشعاري
وكم من أسرار كنت أكتمها
فإذا جن الليل بُحْتُ له بأسراري
وهذه دفاتر عمري التي تبللت دمعا
تشكو دموعي وتقول كفاك إمطاري
و هذه الليالي التي تفر بعمري
تفترسني كما تفعل بالطرائد الضواري
#حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق