سباعيات القسّام
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
في الظُُلْمِ والظَلامْ
قَدْ يُحرَقُ السَلامْ
ويُقهَرُ الحمامْ
ويُصبح الكلامْ
في دربنا مهشماً
مفتتاً..
يصوغُُهُ الخِصامْ
وتُصبحُ الحقيقةُ البيضاءُ في متاهةٍ
والمُرتَجَى أوهامْ
لتَستوي الأشياءُ في عُقولِنا
ويَستوي البريءُ والدنيءُ في القِصاصْ
فيَحكُمُ الرصاصْ
ويحضُرُ القنّاصْ
مآدِبَ الأيتامْ
وينتهي تاريخُنا مشرّداً
يبيتُ في الخيامْ
لتصبح الأيامْ
عصيةَ الإمساك في وجودنا
كرشقةِ السِهامْ
2
في الظلم والظلامْ
قد يُحرَقُ الربيعْ
وتذبل الأوراق، أو تضيعْ
ويفرض الصقيعْ
في كوخنا الوديغْ
قد تُسحَقُ الزهور في أغصانها
وتُطردُ الطيورُ من أعشاشها
ويوطأ المعروف بين ثُلّةٍ
تدوسها بنعلها الوضيعْ
وينهض الأجداد من اجداثهمْ
يُفتشون عن بقايا مَجدِهمْ
بين الرمادِ
والندى يضيعْ
لتُثقبَ الضلوع
وتُكسرَ الضلوع
وتنحني جذوع النخل من حنينها
كي تحميَ الشموعْ
3
في الظلم والظلامْ
قد تُطردُ الطيورْ
وتُهرق العطورْ
ويُمحق السرورْ
وتَكثُرُ الشرورْ
ويُنشَرُ السفورُ والفجورْ
ويخرج الممثلون من خلف الستارِ
بعد كلّ صفعة وضربة وركلةٍ
يدبّجون حفنة من الكلامْ
ويرفعون ضحكة سقيمة تمورْ
في حضرة الجمهورْ
فيما يُرى المصورُ المقهورْ
رغم الأسى يدورْ
وفي الختام
يا سلام
يصفّق الجمهورْ
4
في الظلم والظلام
قد يحزنُ الترابُ والسماءْ
وتسقطُ الصروح في هنيهة
وتُُهدر الدماءْ
ويكثر الجناةُ واللصوصُ في بلادنا
ويُقتلُ الأطفالُ والشيوخُ والنساءْ
وتُبقرُ البطونْ
وتُسحقُ الأشلاءْ
لكنما النجومُ في سمائنا
سترسلُ الضياءْ
تُبشّر الأحياءْ
بالخيرِ والعطاءْ
في ساحة البقاءْ
5
في الظلم والظلامْ
قد تُهدرُ الحقوقْ
ويكثرُ العقوقْ
وتكبرُ الشقوقْ
وتقلعُ الأشجارُ من جذورها
فتنمحي الظلالْ
ليكبرُ السؤالْ
عن واحة تضيقْ
وعن زمانٍ سوف يأتي ضاحكاً
تصوغهُ البروقْ
لتنبضَ العروقْ
وتُنشدَ الأطيارُ للشروقْ
6
في الظلم والظلامْ
سيسقطُ اللثامْ
وتورقُ الشموعُ بالضياءْ
ليُعرفَ اللئامُ من وجوههمْ
ويُبرِقَ الحسامْ
وتَصهُل الخيولْ
ويُكسرَ اللجامْ
ويَصرخُ الأقصى: أفيقوا أيها النِيامْ
فقد مضى عصرُ النكوصِ
وانتهت مواسمُ الخداعْ بالكلامْ
فلترفعوا الركامْ
وتعلنوها صرخة
تُزيلُ عن جباهكمْ
خديعةَ السلامْ
7
في الظلم والظلامْ
قد تُسرق السنابلْ
وتصمتُ البلابلْ
وتسقطُ القنابلْ
وتُكسرُ المعاولْ
وتضحكُ الوجوهُ في المحافلْ
وتُبترُ الأناملْ
لكنما السنابلْ
ستبقى في حنينها لأرضها
بعصفها تقاتلْ
...................
الأحد 9\12\2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق