الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023

مساءلات على قارعة الزمن للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 مساءلات على قارعة الزمن

محمد حسام الدين دويدري

___________

ساءلت نفسي ذات مرّةْ

إذ لم أجد للعجز عذرا:

ماقيمة الزمن المراق بأرض من يزداد فقرا...؟

من يهرق العزم ويُمضي عمره في العيش هدراً 

هل نحن من أممٍ أضاعت دربها مسعىً ومَسرى...؟

هل أرهقتنا ذكريات لم تزل في القلب حَرّى

نجتَرُّ  منها ما يعيق مسارنا قلباً وفِكرا

حتّى  غدونا مُثقَلين

نلوك آلاماً ونعرى

ونمدّ أيدينا تصاحب

 مَن على أطماعه أضحى قويّاً 

جامحاً يحيا ويَثرى

ثم نبقى في انتظار مصيرنا والنفس حيرى

جلّنا مستَهلِكون نزيد من إثرائه

ليزيد طغياناً وكفرا...!

فيما نضيع أخوّة العيش بحقدٍ 

زادنا عجزاً وخُسرا 

دون أن نزجي خطانا نحو آتٍ مستساغٍ

غَرسه ينداح عِطرا

فيه نسعى مخلصين بعزمنا نصنع فجرا

جهدنا يبني 

لنكتب ما يحقق في سطور الدهر سفرا

فعسى نمضي نغادر حانة الأوهام 

إذ فيها نعاقر كأسنا جهلاً أمَرّا

نقذف الأحلام. تسكر عزمنا طوراً فطورا...

نرسل الأشعار والألحان كي نبتاع فخرا

إنّما شحذ العزائم تبتغي الأوهام حكرا

فإذا فاضت رؤانا تنتشي فينا وتبرا

أو  صحونا برهة من سكرنا زدناه جمرا

مغلظين بجلدنا للذات

      يسقي نبضنا لوماً و وزرا

في حميمٍ لم يحرّك رغبة السعي إلى الإخلاص 

كي يصنع بُُشرى

*           *             *

ما زال يحرقني السؤال

وأنا المدثّر بالظلال

في عالمي السحريّ أرشق أمنياتي كالنبال

علّها تجتاح سور الحزن والدمع المسال

ربما تحيي رؤانا

ربما تغوي ربانا

 بالبذار وبالغلال

ربما تزهو خطانا

ربما يصحو الرجال

مازال يغمرني السؤالْ 

يجتاحني صبحاً ويملأ  خاطري نبضاً 

ويترعني الزلال

لأغوص في بحر الخيال

مفتشاً بين اللآلئ

عن تصاوير تغيث الحب

من حلو الخصال

.........

١٣ /  ١٢ /  ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق