أزرار وأصابع
عام آخر، ينسحب من مسبحة مشواري. سنة، نصفها شبه غيبوبة.
والنصف الآخر بين الضعف ومحاولة النهوض.
غادر الكثير من الأحبة. أتمنى أن يرقدوا بسلام، أينما كانوا...
في خيمة الغياب تلك، خانني بصري وتنكّرت ذاكرتي، كبعض الأصدقاء...
عند بوابة الإنكسار، وربما يكون مثلي الكثير، أنا ممن ينعزلون بأوجاعهم،
فلا أحد يمكن أن يلمس الألم غير صاحبه، مهما كانت تبدو رقّة الأصابع حوله.
هناك من يغوص في جرحك بمخالب سامة ويتوغّل بالإساءة وهو يبتسم...
وعند أول ردّة فعل منك، يضغط على أزرار المسكنة والتباكي،
ويسبقك إلى الشكوى وتحريض العالم بأسره ضدّك.
عليك أن تعلم أن الأرواح الكثيرة التي تسود، غير سوية ولا تقبل إلا بالدمى الباكية،
والهامات المنحنية...
فإذا نجوت منها رغم ما أصابك من أضرار، فلا تنبهر بعد ذلك،
أو تُصدّق حكايات كثيرة عن عصفور يغرّد في الظلام، عن حاشية الملك المخلصة،
عن شتات ومحرقة، عن حماية الغربان للديار...
فمهما إختلفت الروايات، تذكّر أنّها... مجرد أزرار وأصابع عابثات...
أصغرهم حجماً ~
بين أزرار التباكي
يسدّد طعناته
نوره محمود
(هايبون: أزرار وأصابع)
01/01/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق