الخميس، 11 يناير 2024

ق.ق حاكورة الحب للمهندس جوزبف مزعل شديد

 قصة قصيرة ...حاكورة الحب 

بيئة جبلية ريفية جميلة جدا تكثر بها النشاطات الزراعية وانتاج اصناف لذيذة من الفواكه والخضروات ...تغازل تلالها واشجارها الشمس.... في الصباح ....تغاريد العصافير سيمفونية تعزف على اوتار الحب والرقة ..نسائم العليل تعلل منها..فلاحة صبية تدرج في مرابعها تتمايل مع زهور حواكيرها ...تضيف من رسمها ..تعجز ريشة فنان في خربشتها ..فراشات في ثنايا الدروب تسلك طريق الالفة ..والبهجة ترشدك الى مواطن الخير 

صيحات الفلاحين صباحا كانها تراتيل يتلوها ناسكا في صومعته ....

فتاة ..تركمانية ..يختلس القمر من وجهها تقاسيمه متدلسا انه  يشبهها ..يعيرها بالجمال ...يقلدها في بسماتها ..

والدتها  ...واخواتها كانهم كوكبة حراسة لها ..من امامها وخلفها ...يرصدون الطريق ..حفاظا عليها من نسمات حب ترحلها الى قلب ..تحط عليه تنهداتها  ..

التركمان ..مجتمع منغلق تصعب على الحضارة اقتحام مجتمعهم او انهم بيئة غير نفوذة ..لاترشح منها واليها خلاصات الحياة .الرغيدة ..متعصبون لعقيدتهم ...تركوا اوطانهم من محيط الروس ايام القيصرية هروبا كي لاتنتزع منهم قلعة ايمانهم بالاسلام ..تجمعوا في اماكن معزولة او بعيدة عن المدن  لاتغريهم ملذات الحياة ..مازالوا بكرا ....رغم غزوات التمدن والحضارة ...

الحب والعشق لايعرف الاعراق ..ولايعير للتعصب اي اهتمام ..يقتحم الاديان رافعا راية القلوب ....

من درب يحاذي دربها يصدح بصوت يهدر  تهرب منه الحساسين الى دربها ...تكتشف درب الحب  وعرا... كثيرة هي التلول . الاشجار تنحني لها .اجلالا .اشواك تلين لها تعكس اتجاه ابرها الشائكة كلما تخبب قدماها ..

فلاح شاب جميل على العين يترائ له خياله من صفاء  مياهها .وتموج صورة خيالها على  نقعته ..غرفت من عيونه ورشفت شفاهها من بريقها  ورشقته برذاذ ريقها    وشربت من منديلها... علها  ترشفه من كفيها النديتين ..ورشفت من عيونه قطرات عذبة ...نصال هيامها  من فؤادها اوقعته مغرما خلجات  ونبضات  ترسل اشارات الى قناة استقبال واضحة الهمسات والنغمات 

انه الفاتن الذي يبحث عنه قلبي ..حيث القمر لايشمت من سقوطه ..خيالها مطبوع لوحة مائية لفنان بارع  على شاشة  مياه النبعة التي تشرب منها قرية مسيحية مجاورة 

 طيفها يهرع بين التلال تقفز من بين الاشواك  .خصال شعرها شلال  عكس الرياح  مع النسمات 

يا الهي  ..القمر  يدور  مع الارض لايمشي عليها   .اخاف ان يجلد  قلبي .عندما لا اكتب وظيفة الحب ..اول جهاد في سبيله لايهمني الغزو او اهرب منه  و.تضحيات الحب  مقدسة دينا اعتنقه الله معنا .ولو شهيدا خالدا 

الشمس تتسرب بين التلال ..تلتوي حزمها .تطربني خطواتها سارية على هدى الجمال ولهيب مشاعر اللقاء الخطرة  في حاكورة الحب  

حراسة مشددة وامها تذود عنها زجرات اخوتها وتطيب خاطرها من لايقع في شباك الحب  طيرا خارج السرب لايشدو وتغاريده عنده غروب الشمس وحلول الظلام في النهار تسمعه الخفافيش

تنسكت في حجرتها تتلو قصيدة عشقها تتلوى حسرة من عاداتهم وقساوة حكمهم في جناية العشق ...طالت مدة الحرمان .   تنتظر بزوغ الشمس تكرج بين الازاهير ودروب ملتوية تهمس لها  ينتظرك   الحبيب .غرق الحب في مستنقع دموع تفيض منه المقل تحدق الحروف في الكلمات تختنق الحناجر من الالام شفائها بات مستحيلا  كيف تهرب الشمس من لقاء الفجر ..

حجروا القمر والليل يسهر في فؤاديهما  ...

التعصب الاعمى اشد ايلاما من الهجران .

يصدح مواويله  الحزينة للنبعة والطيور والصخور  ...صداها يصل حجرات قلبها ...

تدارت عن حفلات اعراسهم .وحلل الشباب للمتيمات فيهم  ..الناي وحلقات الدبكة   التي كانت محرضا لها .باتت حزينة وخائبة 

يعيش  الحسن بين دفات اضلع نبيل المتيم.لايخاف الموت.بل يرتجي لها  الحياة بين حجرات قلبه 

اجرعته كؤوس الشجاعة اخاف عليك من نصلات السكاكين سأدفن حيا اذا لسعتك لدغات االحاقدين حياتي اريدها لحظات معك

 الموت للخسيس الخائن اما الفداء سنة العاشقين 

تشابكت القلوب والايادي تحميهم التلول والتواءات الدروب حتى تغاريد العصافير غطت صوت خطواتهم  ..وتاهت المسافات على  متابعينهم من اهلها  ..وشباب القرية المصدومين  

هربا الى لبنان واستلقى  الحب على مخدات االسكون وغفى نوما هنيئا .. تمتعت الحياة من سعادتهم  ورغدت من ثراء هيامهم ...

شوقه لحاكورة الحب  .يمسي على لحظات الهيام وجمال ذكرى  اللقاء....

ذئاب ضارية تراقبه تترصد بانيابها حملان العشق ...

خطفته وقتلته اشد قتلا ....

سميت راهبة  في دير ترأسته لاخلاصها وتفانيها .قدرها التضحية ......

المهندس جوزيف مزعل شديد 


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق