الثلاثاء، 9 يناير 2024

لاشيء لي للشاعر محمد كابي

 لاشيء لي

لا شيء لي 

في هذا الكون الموغل في العتمة

لا شيء لي غير قلب

مشرع على كل السواحل

مشرئب عشقا حنينا

إلى ما يشعل فينا فتيل الجنون

فمن أكون ياحبيبتي

يا وجع الأرض

المخضبة بآهات الغجر

من أكون لأقف وحدي 

ووحدي في وجه 

العالم المصنوع على

صهوة الدم والانفجار

وأبي ترك عباءته

منذ السفر الأول 

وأهمل حقول البرتقال

ليجلس تحت نافذة 

إكس ليبان يستجدي

إرثه وقد غطى الرصاص

على صدره عري الإليزيه

فلم يعد من معاركه 

إلا جسما أثخنته الجراح

وقد أضاع إرثا هاهنا

وضيع حلم التواجد 

إنسانا هناك 

ليعيش مضطهدا بين ضفتين

وغريبا بين غرفتين

بين وطن بناه

ووطن بالقهر عراه ...

لا شيء لي

لأكتب عن جمرة الانتماء

لبحر أو لنهر يعرف قياس

أصابع قلبي

وأنا الموزع بين وصاياك 

يا والدي وبين خيانة الروح

المغتالة على مسرحية لم 

تكتبها يد الكوجيتو على

جبين العشق التقي

لا شيء لي

لأحتسي كأس النشوة 

ويعزفني السراب لحنا

فأبعث حيا

يغزلني المطر حرفا

فأمسي في وطني شيا

لا خطوط في كفي ياحبيبتي

كي أعدك بلقائنا هذا المساء

كي أتوجك سيدة النساء

لا خطوط لا حظوظ 

لتقرؤا صورة مدينتي

لكن في القلب ظلال ودماء

أسماء دروب وقلوب نساء 

طقوس شعر

أساطير إباء...لتقطعوا

الشك ياليقين

أني أعلنت الحب عليكم سلطانا

وأدمنت العشق دينا ودنّا

كي يورق الياسمين

من الصعب أن تحملني القصيدة إليك

ولا ألقاك

ومن العيب أن أتأمل وجهك حبيبتي 

ولا أرمي كل مساحيق التاريخ 

في سلة المهملات

لا شيء لي أتوسده أمام أم الربيع

غير دراعيك والنسيان 

وشفاه تنضح بالعذوبة 

وأنت الدليل إلي

كي لا نتفاجأ بومضة الصبابة والحنين 

حين تجتاحنا شراسة العالم

فدعيني ارفع كأسي 

كأس دالي

ليصعد من العبث الرنين 

وخلف ثدي اللغة 

تدق أجراس الشوق

إلى ما يجذبنا كفراشات الليل

إلى موت على صدر فتيل 

شمعة تذرف دمعة على رحيل النهار

أو ما يجمعنا على سمر يؤجج 

النبض قربانا لألهة الحب

لا شيء لي

غير روحي 

أما الجسد فللتراب

للغياب للعذاب

وبيني وبينه ألف سؤال

عن معنى الوجود

عن صدإ القيود ..

فاتركني ايها الجسد

الفاني 

اتركني ايها المهندم بالخديعة

 وانسحب مني كأنك  لا تراني 

دعني أمسح  دموع الوادي 

من على ضفاف هذا النهر وأزرع 

أوركاديا بوحي زنابق

في مزاهر الهوى والعشق.

                   محمد كابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق