أصداء من الماضي والحاضر !
بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
مضت فتوة عمري الشهم ألوانا
و خلفت في الحشا جرحا و أحزانا
مضت كروض خلا من زهره وشذا
يثير في النفس تسائلا وتحنانا
مضى جمال محيا كالسنا ألقا
و لمع عين هوت بحرا وشطأنا
هي الفتوة لوح طاب منظره
و بلبل بنهير راق ظمأنا
كم أطرب البلبل الغريد منتشيا
هذا الوجود و مكروبا وحيرانا
كم من مباهج في عمقي وفي خلدي
أثارت القلب مزهوا وولهانا
أنا مددت يدي والشوق يأخذني
أليك يا بلبلي حبا ونشدانا
رف الجناحان أيذانا بلوعتنا
إلى فضاء معمى صار بلوانا
هجرت عهدا جميلا ضمنا ومنى
لتجعل الكون أعوالا وأشجانا
فيم الفرار ،وفيم الهجر يا أملا
هز الجناحين أصرارا ونكرانا
الكون أظلم في فودي وفي بصري
و الحزن أضحى كوابيسا ونيرانا
ولي بربي أذا ما الليل داهمني
بوارق تسعف الأعماق أحسانا
ولي بربي ما يحيي و يجعلني
روضا نضيرا و أورادا وأفنانا
أني لأرنو لدنيا جئت أعمرها
و جنة وسعت رحبا وأكوانا
يا أمة نالها الأعداء مثقلة
بكل جرح جرى نهرا ،وطوفانا
و يا حماي الذي أرجوه منطلقا
يحطم القيد و الآلام ألوانا
شقي ،أيا أمتي ،للخلد منطلقا
و صيري الأرض أزهارا وألحانا
هيا اسلكي للمعالي كل منعطف
و كل مرتفع حبا وأيمانا
سواعد الجد تبني كل شامخة
و كل حصن سما يجلو مرايانا
هو الوجود رنا للحر مبتهجا
يصوغ بالفكر أعراسا و نيسانا
يا همة تجعل الألام منطلقا
لكل فجر يضم الكون وسنانا
بعث الحمى مبعثي للكون ثانية
و عزف فصل زكا نفحا و أغصانا
و في رنوي إلى قومي على سرج
من العظائم يحيا القلب ريانا
يحيا الربيع بأعماقي و أوردة
لكل كون علا يهواه مجرانا
الوطن العربي : الأحد / 15 / ربيع الأول / 1445ه / 01 / جانفي / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق