الجمعة، 23 فبراير 2024

قصاصات شعرية 177 للشاعر محمد علي الشعار

 قصاصاتٌ شعرية 177


وما كانَ يحتاجُ النصيحةَ عالماً


بكلِّ تفاصيلِ الأمورِ مُقدَّما


ولكنّهُ في لحظةِ التيْهِ فجأةً


أعادَ الحساباتِ القديمةَ مُرْغَما 


_


إن كانَ أُمُّكَ قد أعطتْكَ إبرَتها


من بعدِ ما حاولَتْ ترويضَها قُهِرتْ


لا تُدْخلِ الخيطَ إلا بعدَ تَوْرِيَةٍ


كي لا تُحِسَّ بحالٍ أنها كَبُرتْ 


_


كلُّ جرحٍ لم تكنْ أمّي على 


علمِهِ بالصدقِ لا يُؤلمُني


دمعةٌ واحدةٌ تسقطُ من


عينِها كلُّ الدُّنا تُحرِقُني


_


لستُ أدري كيفَ عمْري مرَّ بي


وأنا أقرأُ ريحَ السحُبِ 


سِتَّةٌ من بعدِ ستينَ مضتْ


مثلَ برقٍ خاطفٍ في الهُدُبِ 


ربَّ فارحمْني بأمي وأبي 


وأضِئْ شمعيهِما في تُرَبي 


_


نفذَ العمْرُ سنيناً وأنا 


خالعٌ ثوبَ الثرى نحوَ السما


تحملُ الدمعةُ روحي راقياً


نحوَ ربي بضلوعي سُلَّما 


ربِّ فٱرحمْني تُراباً نائماً


صاحياً في يومِ نشري مُسْلِما 


_


تُسبِّحُ في كلِّ اللغاتِ جوارحي


فعيني بذَرْفٍ والفؤادُ بصادحِ


وأحرقتُ ذنبي جنبَ دمعيَ تائِباً


وما أنا عن بابِ الرجاءِ بنازحِ


وإنْ كُنتَ لم تقبلْ وأحرقْتَني لظًى


شمَمْتَ من القلبِ العشيقِ روائحي


سأجمعُ من كلِّ الحروفِ أصابعي


لتسجُدَ للهِ العظيمِ مطارحي


بذكرِكَ روحي تطمئِنُّ وترتوي


فبلِّلْ إلهي من رِضاكَ جَوانحي


تألَّقَ وجهي في ٱقترابيَ سيِّدي


وتُظهِرُ مرآةُ الودادِ ملامحي


تطلَّعتُ للشمسِ المُضيئةِ بالسما


وضاقت على ظلِّ الخيالِ مسارحي


_


وأنفِرُ من كلِّ الحروبِ وإن تكنْ


على رُقعةِ الشطرنجِ لُعباً وتسليَةْ


ولكنّني للحقِّ أنفِرُ ضَيْغماً


ولو كنتُ للنارِ الأجيجةِ تصْليَةْ


_


ومن رفعِ سعرِ الزيتِ أضحى كمرْكَبٍ 


على كلِّ طنٍ للبطاطا يُغيَّرُ  


وأمَّا لرفعِ اللحمِ صِرنا كقطَّةٍ


على بابِ جَزَّارِ المَحلَّةِ تُنهَرُ 


مصائبُ د ولارٍ تُكدِّرُ عيشَنا 


تُكَبَّرُ تنغيصاً وليسَ تُصغَّرُ 


_


ولا شيءَ يُوحي أنَّنا بلدُ الهُدى


ودينُ إخاءٍ غيرُ صوتِ أذانِ 


هنالِكَ من يَطلي الملاعقَ فِضَّةً


ولم يَطْلِ يوماً مِعْدَةً لثواني 


_


وتسجدُ للهِ العظيمِ جوارحي


وأبقى دواماً في هُداهُ مُسبِّحا 


يُغَرِّدُ بالذِّكْرِ المُطهَّرِ خافقي


ويرقى إلى نورِ السماءِ مُجَنَّحا 


محمد علي الشعار 


23/1/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق