مفلسة الشوق
——————-
لقدْ كنتُ أطرَبُ إن هَمَسَتْ
وروحيَ في عشقها انغمستْ
فياليل بَلِّغْ نجوم السماء
إذا غابتِ الشمسُ وانطمسَتْ
بأني أُسامِرُها. في المساء
وأخلو بنفسي إذا خَنَسَتْ
فما أُطْبِقَ الجفنُ لي من منامٍ
ولا العينُ. في ليلها نعَسَتْ
وما ذاك إلا لِأَنّ اللتي
تولَّهْتُ في حبها نَكَسَتْ
وما دار في الخُلْد منها الجفا
وما ارتابتِ النفسُ أو أَوجسَتْ
بذلْتُ لها كل ما أستطيع
وكنتُ رجاها اذا استيأَسَتْ
وأسقيتها الحبَّ شهداً مصفّى
ولمّا اطمأنَّتْ لصدقي نسَتْ
فلمّا أحَسَّتْ بليني لها
تَأبَّطَتِ الهجرَ ثمّ قَسَتْ
وما غادرَتْ من ربوعٍ لها
ولا هيَ ثَكْلى ولا أعْرسَتْ
ومن بعدِ ما آذَنتْ بالرحيل
وبانَتْ وللقلبِ قد رمَسَتْ
بَقيتُ أُعانقُ مُرَّ الفراق
وفي القلب خنجرُها انغرَسَتْ
رويدَكَ ياقلبُ ولْتَتَّئِدْ
فهذي عظامي قد انهرسَتْ
فلاخير في حب معشوقةٍ
إذا كنتَ وافٍ لها دلّستْ
فكم أشْعَلَتْ فيك جَمْرَ الحنين
وكم ذكرياتٌ لنا دَرَسَتْ
وما أورَثَتْ ليَ إلا الهموم
فما ارتاحتِ النفْسُ أو أنِستْ
وما قام. حظيَ من عثرةٍ
وأياميَ البِيضُ. قد عمِسَتْ
وماقرَّتِ العين في حبها
وأَنَّى قرارٌ وقدْ تعِسَتْ
ومدرارُ أَدْمُعها فاضِحٌ
فلمْ تُخْفِ دمعاً ولاحبسَتْ
فياقلبُ لا تَبْتئِسْ واصْطَبرْ
ولا تَأْسَ إن أبحَرَتْ أو رسَتْ
ولا تتَرَّجّ لها عودةً
فهذي من الشوق قدْ أفلَسَتْ
بقلمي:مستور محمد الحارثي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق