رحلة الذهول
محتفية بالوحدة!!!
خلعت نعل المدينة، واحتذيت الذكريات.سافرت على حصاني عبر فيافي الصحراء الشاسعة،غير ناظرة لما خلفي.قادني حصاني من دون حول لي ولاقوة.يدق بالأرض حوافره لتتسارع به الخطا،وأنا بين الخوف والفرح رهينة المحبسين.جذلا أحاول التشبث على ظهره وأحلامي المتطايرة تسافر عبر الأثير.بدأ يبطئ الخطا فظننته من السفر أمسى عليل.لكنه يعرف أين يمضي فقد اقتربنا من الوصول.رمال تلمع تحت ضياء القمر ،ونجوم تتلألأ في عرض السماء،ونسمات الهواء العليل تداعب شعري المنثور على كتفي.سارعت الخطا فوق الرمال بأقدامي الحافية أتلمس دفء الصحراء،وعباءة على خصري سقطت لتعري بعض مني لينعم جسدي بنور القمر الجميل.لايشبه ذلك النور الذي نراه كل ليلة،فلا القمر قمر ولا النجوم نفسها.شعرت أنني في عالم الأثير.
ترجل طيفه من شهاب سقط للتو وجلس بجانبي على الرمال نتأمل درب التبانة وبنات نعش والقمر من حبنا أمسى خجول.
طوقني بساعديه ليحميني من لسعات البرد وليته لم يفعل،فلسعات الحب مفعولها ثقيل.
بين أكف الصبابة شعلة وعلى وجهه نور وكأنه قنديل.لحظة واحدة تَجَمع في عينيه كل الكون فسافرت عبرهما لمحيطه الذي لاينتهي،أتأمل عينيه والنعاس على وجهه ترامى فبت بجمال عيونه الناعسة مفتونة. لاسبيل من النجاة فسهامه التي غرسها بقلبي تكاد تشق مني الوتين.
وحين فتحت عيوني على صهيل فرسي،لم أجد غيره يومي إليّ أن رحلة الذهول هذه قد انتهت.فقبلت طيفه الهارب وسلمته لأقرب نجمة وعدت لعالمي أقارع الهم، وأنتظر يوماً يأتيني حصانه لأنعم برحلة أخرى ،سميتها رحلة الذهول.
كريمة جبريل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق