تسبيحات في محراب الجمال
محمد حسام الدين دويدري
_________
أراهن الوردَ إنّ العطر أخلاق
وإن لون ثغور الزهر أشواق
فإنّ رب الورى قد زاد رونقها
فكان في غصنها شوك وأوراقُ
سبحان مَن صان فيها الحسن تبهجنا
فزاد منظرَها في الصبح إشراقُ
في هدأة النفس للألوان متّسع
يحيطها بالرؤى في الصفو عشاق
يروونها من حنان النبض في وَلَهٍ
تثيره بفؤاد فيه إشفاق
فإن أحاط بها العصفور أيّدها
فزادها في صدى التغريد إعباقُ
تبارك الخالق الرحمن علمنا
أنّ الجمال له في القلب ميثاق
وقد قضى لبني الإنسان أن يهبوا
إخلاصهم بعطاء فيه إغداق
فهذه الأرض بالإنسان خضرتها
إذا وعى فله أخذ وإنفاق
فبالجمال يرى الدنيا مُسَخّرة
يعيشها برضا الرحمن من ذاقوا
فمن أراد على الإيمان عيش هدىً
فقلبه بجمال الروح سبّاق
وصان في مَدد الأخلاق عزّته
فلا يُضِلّ سنا مسراه فُسّاق
تراه في غُلَلِ الرحمات متّشحاً
وقلبه بهدى التسبيح خفّاق
كزهرة تهب البشرى بطلعتها
ونحلة مالها في الأرض أنفاق
ففي بناء بيوت الخير مقصدها
وبالعطاء لها صبر وإيثاق
..............
٣٠ / ٥ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق