- من يَنحَني بتواضع -
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين -
إنَّ الأبيَّ فبالتّواضعِ شامخُ = كالنهرِ دفّاقٌ سَخيٌّ باذخُ
مَن ينحني بتواضع ٍ وَمحبَّةٍ = فهُوَ القويُّ وللسماحةِ راضِخُ
وهُوَ الحكيمُ فلا غرورَ بنهجِهِ = بنيانُهُ طولَ الزَّمانِ لراسِخُ
الناسُ تقصُدُهُ وتبغي رِفدَهُ = وتهونُ أميالٌ بهِمْ وفراسِخُ
الناسُ يُسعِدُهَا حديثٌ نيِّرٌ = وَلِحكمةِ الأبرارِ كلٌّ ناسخُ
إنَّ التّواضعَ رداءُ كلِّ مُبجَّلٍ = يحيا الطهارةَ للشوائبِ ماسخُ
أمَّا التكبُّرُ نهجُ كلِّ مُمَخرَق ٍ = وَمُعقّدٍ ريشَ الحماقةِ نافخُ
الأذنُ يُطربُهَا نشيدٌ ساحرٌ = وَيغمُّهَا صوتٌ بليدٌ صارخُ
إنَّ السَّنابلَ تنحني إذ أثقِلتْ = والخيرُ فيها مُثقِلٌ بل نائِخُ
كم من كنودٍ ناكرٍ لجميلِنا = حبلُ المودَّةِ بعدَ وصلٍ فاسِخُ
كم بيننا من حاقدٍ مُتطفّلٍ = للبوقِ يسعَى للتآمرِ طابخُ
كم من سفيهٍ كالأفاعي سُمُّهُ = هو طامةٌ كبرى عدوٌّ رانخُ
إنَّ اللئيمَ فلا يُغيٍّرُ طبعَهُ = وعلى الجميعِ سُموم حقدٍ باخِخُ
أمَّا الشَّريفُ فبالوُرودِ مُضمَّخٌ = وَعلى الوجودِ أريجُ عطر ضامِخُ
إنِّي المُحبُّ لكلِّ فعلٍ خيِّرٍ = وأنا المُتيَّمُ في الغرامِ لسائِخُ
قلمُ البلاغةِ للهدايةِ شاحذٌ = سيفُ النضالِ لأجلِ حقٍّ جالخُ
إنِّي أواجهُ كلَّ خطبٍ عاصفٍ = ولكلِّ جُرحٍ بلسمٌ وَسبائخُ
في مجمعِ الأوغادِ كم تبكي العدا = لةُ ... سُيِّدَ الفسَّادُ ثمَّ اللابخُ
وَمناهحُ التعليمِ أضحَتْ نكسةً = كم من عميلٍ في القذارةِ نابخُ
وجوائزُ التطبيع كم قد نالهَا = وغدٌ وَمأفونٌ قميىءٌ شاخخُ
كم من سفيهٍ ذاقَ نيرانَ اللظى = ولِجِلدِهِ صوتي الطويلُ لسالخُ
أنا في البراءةِ مثلُ طفلٍ وادِع = غضبي إذا ما اشتدَّ سيلٌ ناجخُ
ضَحَّيْتُ بالعُمرِ الطويلِ.. بمُهجتي = خُضتُ النضالَ وفي المَعامِع زالخُ
إنَّ الأشاوسَ لا تلينُ قناتُهُمْ = في أرضِهِمْ مثلُ الجيالِ رواسِخُ
إيمانُهُمْ بالربِّ دومًا ثابتٌ = والعدلُ ديدنُهُمْ وَحقٌّ شارِخُ
وَمجالسُ الحُكماءِ كم أرتادُهَا = يفرنقعُ المأفونُ ثمَّ البائخُ
أنضُو الأوامَ وفي الهجير فترتوي = من مَنهلِي مُهَجٌ وإنّي ضَاخِخُ
حيثُ اتّجهتُ يكونُ خيرٌ دائمٌ = تجري أمامي أنهرٌ وَبرابخُ
هذي جناني بالعطاء سخيةُ = زيتونُنا رمزُ الوَفا هو رامخُ
أنا عاشقٌ وطني وسحرَ جمالِهِ = إنِّي هُنا طولَ الزَّمانِ لراتِخُ
قد فُقتُ أقوامًا بفكر ثاقبٍ = وأنا الصغيرُ هنا وغيري شايِخُ
كلُّ الطلاسمِ ليسَ يُعْيَى حلهَا = ولكلِّ لُغزٍ مُبهَمٍ لهُ فالِخُ
بحرُ العلومِ بكلِّ فنٍّ مُبدِعٌ = مُتبحِّرٌ ولها جميعًا لائخُ
المجدُ عانقني وَقبَّلَ هامتي = والغيرُ فدمٌ للقذارةِ لاطخُ
كم من سفيهٍ ذاقَ نيران اللظى = ولجلدِهِ سوطي الطويلُ لسالخُ
إنَّ التَّكبُّرَ قد أراهُ على اللئي = مِ تواضُعًا.. خسِىءَ القميءُ الزّانخُ
كم يدَّعي فنَّ البلاغة أخرَقٌ = عندَ النّزالِ لردعِهِ أنا فاشِخُ
كم أخرق ٍ وَشُويعرٍ أفحَمتُهُ = من خوفِهِ منّي ذليلٌ دائخُ
مَن كان ذا أصلٍ سيفخرُ شامخًا = مَنْ دون أصلٍ للجذور لشالخُ
وأنا الاصالةُ والمروءَةُ والنّدى = وعلى الغطاريفِ الأشاوسِ جامِخُ
وأنا العظيمُ ، كأنَّ أرواحَ الجها = بذةِ العظامِ مدَى الدهور تناسُخُ
إنَّ الجسومَ إلى الترابِ مصيرهَا = والروحُ خالدةٌ ... وهذا راسخُ
قد ذاعَ صيتي في العوالمِ كلها = بالمسكِ والأطياب صيتي مارِخُ
لا.. لن نباليَ إذ تُشلَّ جُسومُنا = وتظلُّ أعراضٌ لنا وَمخائخُ
من نهجُهُ العلياءُ دومًا والسُّهى = في سعيِهِ فهْوَ السَّريعُ النّاذِخُ
إنِّي أنا الصِّنديدُ في ساح الوغى = والغيرُ رعديدٌ برُكنٍ رابخُ
كم من قفار في الدياجي جُبتُهَا = كم شيَّعتني أطوُدٌ وَسرابخُ
كم من حبيبٍ قد شجاني بُعدُهُ = حالتْ سدُودٌ بيننا وبَرازخُ
إنٍّي أنا النغمُ المسافرُ في المدى = الموتُ أهزمُهُ وَإنّي شامِخُ
أنا شاعرُ الشعراءِ دون منازع ٍ = الفنُ من دوني كئيبٌ راضِخُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل )
.....................................................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق