الخميس، 22 فبراير 2024

من ينحني بتواضع للدكتور حاتم جوعيه

 -  من يَنحَني بتواضع  -

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -  فلسطين  -

إنَّ الأبيَّ فبالتّواضعِ شامخُ = كالنهرِ دفّاقٌ  سَخيٌّ باذخُ

مَن ينحني بتواضع ٍ وَمحبَّةٍ = فهُوَ القويُّ وللسماحةِ راضِخُ

وهُوَ الحكيمُ فلا غرورَ بنهجِهِ = بنيانُهُ طولَ الزَّمانِ لراسِخُ

الناسُ تقصُدُهُ وتبغي رِفدَهُ = وتهونُ أميالٌ بهِمْ وفراسِخُ

الناسُ يُسعِدُهَا حديثٌ نيِّرٌ = وَلِحكمةِ الأبرارِ كلٌّ ناسخُ

إنَّ التّواضعَ رداءُ كلِّ مُبجَّلٍ = يحيا الطهارةَ للشوائبِ ماسخُ

أمَّا التكبُّرُ نهجُ كلِّ مُمَخرَق ٍ =  وَمُعقّدٍ ريشَ الحماقةِ نافخُ

الأذنُ يُطربُهَا نشيدٌ ساحرٌ = وَيغمُّهَا صوتٌ بليدٌ صارخُ

إنَّ السَّنابلَ تنحني إذ أثقِلتْ =  والخيرُ فيها مُثقِلٌ  بل   نائِخُ

كم من كنودٍ ناكرٍ لجميلِنا = حبلُ المودَّةِ بعدَ وصلٍ فاسِخُ

كم بيننا من حاقدٍ مُتطفّلٍ = للبوقِ يسعَى للتآمرِ طابخُ

كم من سفيهٍ كالأفاعي سُمُّهُ = هو طامةٌ كبرى عدوٌّ رانخُ

إنَّ اللئيمَ فلا يُغيٍّرُ طبعَهُ = وعلى الجميعِ سُموم حقدٍ باخِخُ

أمَّا الشَّريفُ فبالوُرودِ مُضمَّخٌ = وَعلى الوجودِ أريجُ عطر ضامِخُ

إنِّي المُحبُّ لكلِّ  فعلٍ خيِّرٍ = وأنا المُتيَّمُ في الغرامِ لسائِخُ

قلمُ البلاغةِ للهدايةِ شاحذٌ = سيفُ النضالِ لأجلِ حقٍّ جالخُ

إنِّي أواجهُ كلَّ خطبٍ عاصفٍ = ولكلِّ جُرحٍ بلسمٌ وَسبائخُ

في مجمعِ الأوغادِ كم تبكي العدا  = لةُ ... سُيِّدَ الفسَّادُ ثمَّ اللابخُ

وَمناهحُ التعليمِ أضحَتْ نكسةً = كم من عميلٍ في القذارةِ نابخُ

وجوائزُ التطبيع كم قد نالهَا = وغدٌ وَمأفونٌ قميىءٌ شاخخُ

كم من سفيهٍ ذاقَ نيرانَ اللظى = ولِجِلدِهِ صوتي الطويلُ لسالخُ

أنا في البراءةِ مثلُ طفلٍ وادِع = غضبي إذا ما اشتدَّ سيلٌ ناجخُ

ضَحَّيْتُ بالعُمرِ الطويلِ.. بمُهجتي = خُضتُ النضالَ وفي المَعامِع زالخُ

إنَّ الأشاوسَ لا تلينُ قناتُهُمْ = في أرضِهِمْ مثلُ الجيالِ رواسِخُ

إيمانُهُمْ بالربِّ دومًا ثابتٌ = والعدلُ ديدنُهُمْ وَحقٌّ شارِخُ

وَمجالسُ الحُكماءِ كم أرتادُهَا = يفرنقعُ المأفونُ ثمَّ البائخُ

أنضُو الأوامَ وفي الهجير فترتوي = من مَنهلِي مُهَجٌ وإنّي ضَاخِخُ

حيثُ اتّجهتُ يكونُ خيرٌ دائمٌ = تجري أمامي أنهرٌ وَبرابخُ

هذي  جناني بالعطاء سخيةُ =  زيتونُنا رمزُ الوَفا هو رامخُ

أنا عاشقٌ وطني وسحرَ جمالِهِ = إنِّي هُنا طولَ الزَّمانِ لراتِخُ

قد فُقتُ أقوامًا بفكر ثاقبٍ = وأنا الصغيرُ هنا وغيري شايِخُ

كلُّ الطلاسمِ ليسَ يُعْيَى حلهَا = ولكلِّ لُغزٍ مُبهَمٍ لهُ فالِخُ

بحرُ العلومِ بكلِّ فنٍّ مُبدِعٌ =   مُتبحِّرٌ ولها جميعًا لائخُ

المجدُ عانقني وَقبَّلَ هامتي = والغيرُ فدمٌ للقذارةِ لاطخُ

كم  من سفيهٍ ذاقَ نيران اللظى = ولجلدِهِ سوطي الطويلُ لسالخُ

إنَّ التَّكبُّرَ قد أراهُ على اللئي = مِ تواضُعًا.. خسِىءَ القميءُ الزّانخُ

كم يدَّعي فنَّ البلاغة أخرَقٌ = عندَ النّزالِ لردعِهِ أنا فاشِخُ

كم أخرق ٍ وَشُويعرٍ أفحَمتُهُ = من خوفِهِ منّي ذليلٌ دائخُ

مَن كان ذا أصلٍ سيفخرُ شامخًا = مَنْ دون أصلٍ للجذور لشالخُ

وأنا الاصالةُ والمروءَةُ والنّدى = وعلى الغطاريفِ الأشاوسِ جامِخُ

وأنا العظيمُ ، كأنَّ أرواحَ الجها = بذةِ العظامِ مدَى الدهور تناسُخُ

إنَّ الجسومَ إلى الترابِ مصيرهَا = والروحُ خالدةٌ ... وهذا راسخُ

قد ذاعَ صيتي في العوالمِ كلها = بالمسكِ والأطياب صيتي مارِخُ

لا.. لن نباليَ إذ تُشلَّ جُسومُنا  =  وتظلُّ أعراضٌ لنا وَمخائخُ

من نهجُهُ العلياءُ دومًا والسُّهى = في سعيِهِ فهْوَ السَّريعُ النّاذِخُ

إنِّي أنا الصِّنديدُ في ساح الوغى = والغيرُ رعديدٌ برُكنٍ رابخُ

كم من قفار في الدياجي جُبتُهَا = كم  شيَّعتني أطوُدٌ وَسرابخُ

كم من حبيبٍ قد شجاني بُعدُهُ = حالتْ سدُودٌ بيننا وبَرازخُ

إنٍّي أنا النغمُ المسافرُ في المدى =  الموتُ أهزمُهُ وَإنّي شامِخُ

أنا شاعرُ الشعراءِ دون منازع ٍ = الفنُ من دوني كئيبٌ راضِخُ

( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل )

.....................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق