ثلاث شخصيات تبحث عن مؤلف
حتما انتم لا تعرفونه بالقطع أيضا لا تعرفونها
ولكن من اللياقه ان نبدأ قصتنا بالحديث عنها ..هي أربعينية العمر خمرية البشره ..متوسطة الطول ملامحها رقيقه كانها احد الهة الاغريق
رغم انها فينيقيه..حساسه..ذكيه لدرجه كبيره تتذوق الموسيقي والغناء
وتعمل بالفن كممثله مسرحيه..لحضورها راحه وتبث السكينه فبمن حولها ..تنحدر من عائله فنيه لها بصمات واضحه علي المجال المسرحي والفني..نشات علي خشبة المسرح او الركح كما يسمونه هم
خاضت تجربه زواج غير موفقه اثمرت عن ابن وابنه .
اما هو فهو كاتب له كتابات متعدده سواء مسرحيه او قصصيه واحيانا الشعر..تخطي الخمسين بقليل ..هاديء..منعزل..لا يعرف احد عن تفاصيل حياته اي شيء سوي انه تزوج وانفصل منذ فتره ويعيش وحيدا...
جمعهما المسرح معا في نص مسرحي كتبه هو وتقوم هي ببطولته
اجتمعا علي مدار عدة جلسات لقراءة النص قراءه اوليه واجراء بعض
التعديلات..ثم توزيع الادوار وتصور الشخصيات ثم تجارب الالقاء والبروفات حتي البروفه زيرو التي تسبق العرض مباشرة .
كان المؤلف جالسا علي الطاوله في مواجهة بطلة العرض وكانت تقرا في النص والذي كان عن قصة حب رومانسيه جمبله لم يفصح طرفاها لبعضهما عن حبهما المكتوم..امسكت النص تقرا فيه وعندما كان حديثها الذي تقراه موجها للبطل تناجيه ان يشعر بحبها المكتوم وما تعانيه في عشقه وحدها..رفع المؤلف عينيه البها فوجدها تنظر اليه وفي عينبها دموع متحجره لا هي نزلت فاراحتها..ولا هي احتبست فلم
تفضح او تفصح عما تكنه له من حب..حين رآها المؤلف تنظر اليه ودموعها في عينيها ارتعشت يده الممسكه بسيجارته ارتعاشه بسيطه
لاحظتها صاحبتنا..تناولت رشفة ماء من كاس أمامها واكملت قراءة باقي
النص ..مكثوا بالمسرح لوقت متاخر وغادروا جميعا الا هي..انتقلت من
كرسيها الي كرسي المؤلف الذي كان قد غادر المكان وتناولت رشفة ماء من كأس كان امامه وكانها تضع شفتيها مكان شفتيه كانت تهيم به عشقا وهو لا يبدو عليه اي تجاوب وكانت شخصيته تفرض عليها كتمان
حبها خشية تلقي ردا يصدمها..
في اليوم المحدد ذهبت الي المسرح مبكره فهي توارثت حب المسرح عن والديها عملاقان في المجال المسرحي وكانت تنزل اسفل المسرح في مكان يحلس فيه الملقن ويسمي الكمبوشه كان الملقن يلحق الممثل اذا نسي جمله فيذكره بها من النص الموجود معه..وها هي احتلت مكان والديها علي المسرح. ..بدات المسرحيه ونظرت الي
المقعد الذي اعتاد المؤلف ان يجلس فيه فوجدته خاليا فا زدادت توترا
ولكن اندمجت في أداء الدور وحين جاءت علي الجزء الذي تناجي فيه البطل امامها لتخبره بحبها ادته وهي تكاد ترتعش ودموعها تمليء عيناها..وحين انهت المشهد اسرعت الي الكواليس وهي تكاد لا ترى
من دموعها فوجدت من بتلقاها بين احضانه..المؤلف الكتوم وحين حاولت ان تتكلم وضع اطراف أصابعه علي شفتيها قائلا ارجوك لا تتكلمي ..لا تفسدى جمال المشهد..مشهدنا معا. .احتضنها حتي كاد ان يدخلها بين ضلوعه وارتعشت في حضنه كانها عصفور امطرت عليه السماء في ليله شتويه ..ذابا معا في قبله توقف عندها الزمن..قبله حكي بها كل منهما قصة حبه للاخر بدون حرف واحد .
قالت له لماذا تركتني اتعذب امامك كل بوم ولم تمد يدك الي لتخفف
عني ما انت تعلمه من عذابي في حبك..قال لها كنت اخشي ان اكون اقل من مستوى حبك لي فاظلمك ..صدقبني كنت اتمزق اكثر منك كل مره اراكي فيها امامي واكتم حبي عنك..
اصطحبها معه في سيارته لتوصيلها لمنزلها. .فقالت له اريد ان ارى
المكان الذي تعيش فيه..فاصطحبها الي منزله. .وعند دخولها صعقت مما راتها..إطارات كثيره علي حوائط منزله كلها صور لها منذ كانت شابه صغيره..تمليء أرجاء المكان ..ووجدت علي منضدتين صغيرتين
يمين سريره ويساره كل منهما عليه إطار به صوره كبيره لها..سالته
ضاحكه ماهذا؟؟ فقال لها لكي تكوني اول شيء اراه حينما اصحو واخر من اراه قبل انا انام..وأيضا اينما وليت وجهي رايتك فاستدعي
السعاده والبهجه لأيامي ..فهل ادركت حبيبتي كم احبك .
قد تتسالون هذان شخصيتان فقط فاين الشخصيه الثالثه التي وردت في عنوان الروايه..وانا اجيبكم الشخصيه الثالثه هي....انا..
قصه قصيره بقلم/نصر سيد بدر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق