عودوا إلى الإسلام
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــ
الليلُ طالَ؛ وكَمْ جَفَتْهُ الأنجُمُ=حتى أتاه الصُبحُ غِراً يَبسُمُ
ومضى إلى الذكرى يُذِيبُ صَفَاءَها=في كأسِ عيشٍ قَدْ غزاهُ العَلقمُ
مُستَرجِعاً ذِكْرَ الحَبيبِ المُصطفى=ومُجَدِّداً عَهداً بِهِ نَسْتَعصِمُ
عهدٌ أضاءَ َالكَونَ يَومَ تَمَسَّكَتْ=بِهِ أُمَّة ٌللقهرِ لا تَسْتَسْلِمُ
جَعَلَتْ مِنَ القرآن شرعَ مَسَارِها=وَمَضَتْ بِهدي نبيها تَتَوَسَّمُ
تجتازُ بالعِلمِ المُبِينِ مَفَاوِزاً=صَارَتْ ظِلالاً فَيؤها يُتنسَّمُ
فيها التآخي والتَرَاحُمُ والتُقَى=والحُبُّ والصِدقُ العَفِيفُ المُُلزِمُ
عهدٌ تآخى الخلقُ تحتَ ظِلالِهِ=فتواصلوا وتَعَاوَنوا وتراحَمُوا
حتى غدا الإسلامُ قِبْلَةَ مَنْ سَعَى=للعيشِ حُرَّاً بالكرامةِ يَنْعُمُ
وَغَدتْ مساحاتُ الضِياءِ ثَرية=بالعِلمِ تَربو والتَسامي تَعظُمُ
****
يا أيها الراجُونَ أَسبابَ الهُدى=زيدوا الصلاةَ على النبيِّ وسَلّموا
واسعوا إلى تطبيقِ هَديٍ مُسْعِفٍٍ=مِنْ كُلِّ داءٍ؛ في سَنَاه البَلسَمُ
لا تُفسِدُوا الذكرى بِجَعلِ شُعاعها=أَسبَابَ لَهوٍ في الجَهَالةِ يَأثمُ
بَلْ فاجْعَلوهَا للقُلُوبِ مُذَكِّراً=و مُنَبِّهاً عن كُلِِّّ غِيّ يوصمُ
هـذي الحـيـاةُ ديــارُ جـهـدٍ دائــبٍ=والبـاقـيـاتُ الصـالِـحاتُ لأقــــوَمُ
طوبى لمَنْ كسـبَ الزمـانَ بِطاعـةٍ=ومَضـى يُعيـدُ بـنـاءَ نَـفـسٍ تُـهـدَمُ
بـاتـتْ دريـئـة ألــفِ سـَهـمٍ قـاتـلٍ=مُتَرَبِّـصٍ مِـْن كُـِّل صَــوبٍ يَهْـجُـمُ
لا بَأسَ أن نجثُو لنَقطفَ زَهرَةً=أو نجتبي حُلُماً بِعَزمٍ يُرسَمُ
كَيْ نَجعَلَ الآتي أقلَّ مَرارة=-ويُصَاحِبَ الأملَ المُغِيثَ المِعْصَمُ
إن كانـت الأحــلامُ راحــة صــارمٍ=فعـسـى تـكـونُ كـَوَمْـضَـةٍ تَـتَـقَـزَّّمُ
تَستَشرِفُ الآتي وتَمضي كَي نَرى=دَربَ الحَقِـيـقَـةِ فالحقـيـقـةُ أقْـْــوَمُ
فيهـا نَصُـوغُ العُمْـَر مـِنْ خَلَجَاتِنـا=ونُعِيدُ غـَرْسَ الحُـبِّ فهـو البُرعُـمُ
لا بَأسَ أنْ نَأوي إلى الذكرى فلا=نَنْسَى بِأنَّا أُمَّةٌ لا تُهْزَمُ
مادام في القرآن سِرّ فَلاحِها=وبسُنَّة الهَادي المُرَجَّى تَنْعُمُ
........................
الثلاثاء، 16 آذار، 2010
من مجموعة: خربشات على جدار الزمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق