(( رثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء))
في وفاة الشاعر القاضي أمين عواض
-رحمه الله رحمة الأبرار وغفر له
وأسكنه فسيح جناته-:
وقــفـنـا عــلــى أبـــوابِ ظـبـيـةِ عــامـر
نــجــاري حــــروفَ الـسـابـقين الأكــابـر
وجــئـنـا نــعـزّي فـــي الـبـريـةِ شــاعـرًا
عــلـى فــقـدهِ جـــادت دمــوعُ الـمـحابر
أمــيــنُ الــــذي قــــد تَـوَجَـتـهُ بـتـاجِـهَا
بـسـلــطـانِــهَـا كــلُ الـحُـشـا والـحـواضـر
أيــــا حــاكــمٌ تــبـكـي الـسـمـاءُ لـفـقـدهِ
ويــبـكـي عــلــى فُــقـدانِـهِ كــــلُ آمـــر
حـكـمـتَ بــشـرعِ الــلّـهِ حـكـمًـا مُـفـصّلًا
مُـبـيـنًا بـــهِ تـقـضـي عــلـى كــلِ جـائـر
وفـــدتَ إلــى الـرحـمنِ يــا خـيـرَ وافــدٍ
قَـــدِمــتَ عــلــى ربٍّ رحــيــمٍ وغــافــر
لــقـد كـــانَ سـبّـاقًـا إلــى الـخـيرِ ذاكــرًا
تــقـيًّـا نــقـيًّـا صــادقًــا فـــي الـمَـشَـاعِر
رثـــا شـيـخَـهُ فـيـمـا مــضـى بـقـصـيدةٍ
”أعـيـنـايَ جـــودا بـالـدمـوعِ الـمـواطـرِ“
فــكـانـت دمــــوعٌ يـسـتـحيلُ جـفـافُـهَا
ووقــــعٌ بــقـلـبٍ نــبـضُـهُ غــيــرُ قـــادر
ألا لا تــلـومـوا شــاعــرًا فــــي مُـصَـابِـهِ
عــلـى شـيـخهِ فــي حـزنـهِ غـيـرُ صـابـر
نــعــاهُ وأبــقــى حــزنَــهُ فــــي فـــؤادِهِ
إلـــى أن رأى بـالـمـوتِ حــسـنَ الـبـشائر
فــقـامَ إلـــى الـرحـمـنِ يـمـضي مـهـرولًا
وكــــانَ مــــع إخــلاصــهِ خــيــرُ زائـــر
هـــوَ الـحـبُ يــا هــذا ولا شــيء دونــهُ
فــعـاشَ بـــهِ فـــي بُــهـرجٍ غــيـرَ نــاكـر
رعـــا الــلّـهُ قـلـبًـا فــي هـواهـم مـعـذبًا
مُــحِــبًّـا حــبـيـبًـا جــامــعًـا لـــلأواصــر
رأى فــــي رســـولِ الــلّـهِ خــيـرَ مُـعـلّـمٍ
وخــيــرَ إمــــامٍ فــــي الــبـريّـةِ شــاكـر
فــهــامَ بــــهِ شِــعــرًا بــحــرفٍ مُـنـسّـقٍ
بــمـدحٍ عـــلا فـــي وصـفـهِ كــلَ شـاعـر
لــــهُ أحــــرفٌ شــتّــى بــذكــرِ مـحـمـدٍ
تُـــداوي بــنـورِ الـمـصـطفى كـــلَ حـائـر
قــلـوبٌ بــراهـا الـلّـهُ فــي حــبِّ أحـمـدٍ
تـراتـيـلُـهَا تــجـلـو ظــــلامَ الــديـاجـري
إذا مــــا دعــاهــا ربُّــهَــا فــــي كــتـابـهِ
أجـــابــت ولــبّــت كــــلَ داعٍ وخــاطــر
هـــي الــعـروةُ الـوثـقى تـجـوبُ بـأهـلِهَا
تُـخـومَ الـعُـلا فــي قـلـبِ لـيـلٍ مـقـامري
تــقــول: ألا قــومــوا فــهــذا مـقـامـكـم
مــقــامُ الأُولـــى يـــا كـــلَ بـــرٍّ وذاكـــر
رجــالٌ لـهـم فـي الـمصطفى خـيرُ أسـوةٍ
وأنــوارُهُــمْ كـالـصـبـحِ بــيــنَ الـعـشـائر
جــرى حـبُـهُمْ فــي مـهـجتي كـلَ سـاعةٍ
وكــانــوا بــمـيـزانِ الـشـريـعـةِ نــاظـري
وأخـــتـــم أبــيــاتـي بـــذكــرِ مــحــمـدٍ
رســـولِ الـهـدى مـصـباحِ كــلِ مُـتَـاجري
عــلـيـهِ ســـلامُ الــلّـهِ صـبـحًـا ومـغـربًـا
وأزكـــى صـــلاةُ الــلّـهِ كـالـمـزنِ مـاطـر
وآلٍ وأصــــحــــابٍ كــــــــرامٍ أئــــمـــةٍ
تـــلــوحُ كـصبحٍ في الـمـجـرّاتِ ظــاهــر
عــــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّـــــادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق