لماذا نقرأ؟
القراءة كالماء، بها نسقي فكرنا ليثمر أفكارا أخصب وأرقى مما نكون عليه قبل القراءة..
أن تقرأ، يعني أن تتحول إلى إنسان آخر أحسن مما أنت عليه.. أن تقرأ، يعني أن تغير حياتك وأن تتعرف على ما غمض منها. فإن لم تلاحظ هذا وأنت تقرأ، فاعلم أنك ما قرأت لأنك ما استوعب ما قرأته..
الذي يقرأ يكون هدفه التعرف على ما أخفي من جوانب حياته. يكون هدفه أن يدرك من السمو والعزة ما يتميز به القليل من الناس كانوا عاديين من قبل. أناس تكشفت لهم جوانب خفية من الحياة. جوانب يسمع عنها الجميع و يراها تنقصه. هذه الجوانب المتميزة والخفية هي التي تعطي معنى راق للحياة.. وهذا نراه عند العلماء والفلاسفة والأدباء.. هذه الجوانب الخفية من الحياة الراقية بها تميز من اكتشفوها. هذه الفئة المتميزة من الناس، تكشفت لهم جوانب الحياة الغامضة لأنهم وظفوا جل فكرهم ووقتهم في التخطيط لكشفها ولما اكتشفوها أصبحت خاصة بهم و كتبوا عنها لإيصاله لنا..
فعلى من يريد القراءة الماتعة أن لا يحصر قراءته في نوع واحد من الكتب. لأن الحياة لم ولن تنكشف أبدا لشخص واحد بذاته، مهما كان فكره ومهما استثمر من وقته في التعرف عليها. فمعرفة الجوانب الغامضة من الحياة هي في كتب شتى. جوانب الحياة قد تقسمت على نبلاء القوم، من فلاسفة وكتاب و مؤرخين وغيرهم. فعلى من أراد أن يعرف هذه الجوانب المخفية أن يقرأ كتبا عديدة مختلفة..
من لا يقرأ، معرفته ضيقة، محدودة هي مجرد حياة سطحية مقتصرة على عيش ذو ذوق عام. ومن يقرأ ويستوعب ما يقرأه، فهو على طريق اكتشاف الجوانب الأخرى من الحياة، وهو ما يمكن أن نسميه جوانب الحياة العميقة، فهي متخفية في الكتب. الكتب تنم بحياة عميقة، ولكن قد لا يتعرف عليها كل قارئ بل الذي يتعرف عليها هو من أخذ بناصية اللغة و فهم مجازاتها واستعاراتها وكناياتها...
أحمد علي صدقي/المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق