مقاربات دامعة
محمد حسام الدين دويدري
_________________
ذات يوم كنت متّشحاً يقيني
أعبر الآفاق كالنور المبينْ
أملأ الأرض زروعاً وحصاداً
وجمالاً تنتشي فيه العيون
كنت أسعى في شعاب الطهر رافعاً رأسي
أناجي الغيم موفور الحنين:
أمطري أنّى مضيتِ
فأنت لي بشرى بآتٍ واعدٍ ثرّ الغصون
سوف يزهر ثم يثمر في بلاد المسلمبن
يملأ الآفاق عدلاً
وعطاءً وعلوماُ وفنون
حيث تزهو قبضة الإنسان بالإخلاص إيماناً
وحُبّاً فيه عزم لا يلين
يصطفي للخير سعياً معلياً سور الحصون
كي يعيش الخلق في عزٍّ حياةً حرّة تُغني القرون
* * *
ذات يوم كان صوتي واضح النبرات
ينطق باليقين
كنت أثري القول شعراً
وبياناً مفصحاً عن نبض قلب لا يزيغ ولا يخون
مستسيغاً كل ألوان الجمال المستنير بما يكون
كنت أرسل صرختي الشمّاء في نهر السنين
مؤمناً أنّ الجمال مسارها في كل لون
وأنها يوماً ستبقى نغمة عصماء ترسم
صورة للطيبين
* * *
كنت في الماضي
ولكن
كيف يمكن أن أكون
آه يا حسرة قلبي
كيف أذواني السكون
ها أنا مازلت أحيا في بلاد المسلمين
مثل عصفور يفتش بين أفياء الغصون
عن بقايا صوته الحاني وقد قفز الأنين
فوق أشواك الخديعة
والتخاذل والمجون
والصراع المستبد
فقد تقاسمنا الغزاة
ونحن في عجز نهون
شبابنا في غربة
وشيبنا في حرقة
يغشاهمُ دمع العيون
............
٢٦ / ٢ / ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق