رآها الكل بالعين المجردة لا المجهر
فهل لا تراها أيها المتجبر
تجلس ساندة رأسها بين كفيها
واجمة ، ساكنة ، مستسلمة لقرار المتكبر
ليست بائعة " خضار" و لا " فشار "
أكداس الأكياس أمامها ليست فساتين " مستعملة " ، بل باختصار
كدس لحم أبنائها و زوجها المغدور من الأحرار
ما جادت به الحرب من خراب ديار
إلا دمعا جف و قلبها لا يكف بالدعاء على الأشرار
عيونها واجمة ما لها خيار
ما عليها نصرة إلا من لدن الجبار
ما حل امرأة دمر نسلها ترفض الردة و القمار
باقي في مسقط رأسها لا تهاب الفرار
مع ذلك تؤمن بالانتصار
تتمتم أناتها بالإفصاح و الإبتار
تقول بثقة و اقتدار
أنا و أكياس جثث اعزائي
في الهوى سوى لن نفارق وطن الأبرار
يا " كيس الموت " يا من احتوى على رفاة كبدي المعصور
خذ أحبابي الى القبور
فأرواحهم غافلتك و الصقت بجلدي كرذاذ العطور
معا الى النهاية نموت أم نحيا لنشعل مشعل البخور .
- روضة فرحات -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق