الجمعة، 1 مارس 2024

صباح مشرق للشاعرة كريمة جبريل

 صباح مشرق بأنوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

هل عانقت أمك؟

هل قبلت يد أبيك؟

يامن وجودك على هذه الدنيا كان بفضلهم بعد إرادة السماء.هل جربت الدخول يوماً لصدرهم وكشفت عما فيه.لوكنت فعلت لوجدت نفسك تتربع على عرش قلوبهم.ولوجدت نفسك نبضهم الذي به يعيشون.لو جربت ذات يوم لشممت رائحة حبك تتغلغل في شرايينهم.هلا جربت مسك الأثير؟ هم فعلوا حين اختزلوا رائحة الكون جميعها برائحة جسدك التي يرتشفونها ساعة عناق!!!

هلا وضعت رأسك على صدر أمك؟ لتسمع صوت من داخلها يلهج باسمك!!

أولا تعلم أنها لا تبتهج إلا حين تفتح الباب عليها مقبلاً لعيونها الغائرة في وجه الزمان.لم تثنها السنين عن العودة لأول لقاء بينكما حين قَدِمت للحياة.حين تناست الألم بعد لمس وجنتيك.بعد أن شمت رحيق جسدك وبعدها نسيت اسم أجمل عطورها.ولم تأبه باقتناء قارورة عطر جديدة.لم تحاول يوماً أن تستبدل رائحتك بكل روائح الزهور.

زهرتها الوحيدة التي تزهر بربيع روحها أنت،وأمنيتها الوحيدة التي ترجوها من السماء هي راحتك.

هل فكرت يوماً ماذا ستقول لها حين تخذلها بالهجران،وهي تعانق قميصك قبل أن تضعه بالغسالة.وهي تقبل فم صحنك الفارغ حين يعحبك طعامها لتقول ليتني أطعمه من ثمر الجنة.

هل جلست بسريرها ليلاً ورأيت دموعها المنسكبة على المخدة وهي تقف عاجزة عن توفير بعض المال لتغدقه عليك لتنعم بعيش وفير.

هل جربت معادلة القسمة التي لم يضعها قانون الرياضيات، وهي تقسم قلبها بينك وبين اخوتك.ولا تترك لنفسها من القسمة سوى دعاء لكم بعيش هنيء!!!

هل جربت أن تقبل يد أبيك وهي تشتعل بالدفء والعرق من جبينه يسيل؟

ورب السماء لن يتغلل قلبك رائحة كرائحة يد أبيك.ودفء صدره.رغم عيونه التي يحاول أن يخفي ما تحتها من حب.

يامن تمتلكون بحياتكم الآباء،وتنعمون بوجود الأمهات- اغتنموا الفرصة قبل أن يرحلوا.فبعد رحيلهم لا رائحة للدفء،ولا طعم للحياة.وكل ما حولك سيتحول لحقل سراب كبير.

الرحمة لكل أب غادر الحياة ،ولكل أم تنام في قبرها وقلبها على صغيرها مشغول.

كريمة جبريل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق