تراتيل للتوحيد في سفر عينيك ..
***
ـ هي قصيدة بنزعة فنية صوفية، مهداة الى: ق/م
***
قرّبي منّي رجاءً
حدّقي فيّ قليلاً
و دعيني أقرأ التوحيد في عينيكِ
سِفرا عربيّا ..
و حده يبعثُ في نفسي اليقينْ
أنا عبأتُ من الوجد قناديلي
و أشعلتُ من الوجد فتيلي
و نثرتُ العطر من هصر الحنينْ
***
أنتِ في عينيكِ موج البحر يجتاح المدى
ملحا أُجَاجًا
أي وربّي مالحُُ يحفظ عينيكِ من الضّر
و من كلّ اختراقِِ
يشتهي طمس العيونْ
من تُرى ذرّ بعينيكِ رذاذَ الملحِ عدلاً
قدرُُ لو زاد ذرّاتِِ
لأمسى النّور ليلات ترينْ
***
حدّقي فيّ قليلاً
و دعيني هائمًا بالزُّرقةِ الـ تمتدُّ في عينيكِ
تجتاحُ المدى تأسر آفاقَ السماء
هيّ لا شيّة فيها ..
هي كالقلب صفاءً و نقاءْ
من تُرى قدْ سجنَ الزّرقةَ في عينيكِ
أجلاها اختزالاً لسويعاتِ المساءْ
***
من هدى للطّهر في المهد الصبايا ..
فاحترفنَ السّتر في ألعابهنَّ
و أرخينَ على الوجه الكساءْ
تتحاشينَ لقاء الغرباءْ
فطرةُُ تحفظُ للانسان معناهُ
و تُعلِي قدره أيّ اعتلاءْ
***
هي ذي الانسامُ قد هبَّتْ
و ذا عطرك يجتاحُ المدى سُكرًا
فيغفو هائما يبغي مزيد الانتشاءْ
و انا ألمحُ مسكونا ضفيراتكِ
عجّلنَ بليلِِ حالكِِ
تغفُو على أسدافه الاحلامُ سَكْرَى
تشتهي الصّحو على الزّفةِ في يوم اللقاءْ
لِيَّ في ليلِ الضَّفيراتِ طقوسُُ
و صلاةُُ ..
و محطاتُ دعاءْ
***
أنا في معبد أشواقي أناجيكِ
و أشدو الحبَّ مبهورًا بليل فيه للأكوان إغفاءُُ
كإغفاء معنّى راقه ليل الشتاءْ
و بعيني قلبيَّ الخافق بالحبّ
أرى اللهَ عظيمًا وجليلاً وحكيمًا
فهو من زيّنَ هَامَ الغيدِ بالليلِ
بتاجِِ ساحرِِ
تسمقُ من شتلاتِهِ كلّ زهورِ الكستناءْ
***
من ترى أودع في خدّيك لطفا
حمرة التّفاح ..
من ضَوَّعَ أنفاسك بالعطر ابتداءْ
من ترى زان لماك العذب بالجوري
و أجرى خلفه الكوثر للصبِّ رَوَاءْ ْ؟؟
***
تنتشي أمُّكِ إذْ تلثمُ فاكْ
فيفيضُ الحبّ دمعَا وابتسامَا
و حنانًا و عطاءْ
تسهر الليلَ و تغضينَ
و بالحبّ تغطيكِ
إذا ما انزاح في الليل الغطاءْ
من تُرى ألهبَ قلب الأم بالحب ابتداءْ ؟؟
***
من تُرى أودع في قلبي أنا هذا الهوى الجبّار ..
حتى لا أرى إلاّكِ من بين النساءْ ؟؟
أنا لا أملكُ أمرَ القلبِ يا أنتِ
فقلبي بيدِِ تصرفه كيف تشاءْ
تدفعُ الخطوَ لأمر
و عن الآخر تثنيني رجاءْ
اذكري كيف التقينا
و لِمَ كان اللقاءْ ؟؟
***
أنتِ فيكِ اللهُ أبدى الكونَ
أجلاه اختزالا عبقريّا
لصنوف الحسنِ موفورَ الضياءْ ..
من محيّاكِ يرفُّ البشرُ
يُخْلِي الكونَ مِنْ عنْتِ العناءْ
أسفري في أيّ وقتِِ
تشرقُ الشّمسُ و يُغريها البهاءْ
و يعودُ الصّبحُ في العشوةِ
أو بعـدَ العشاءْ
أنتِ من بسمتكِ العذبةِ
تهفو الشّمس للأزهار ..
يصحو الصّبح موفور الضياءْ
*
د. محمد الفضيل جقاوة
في: 21/03/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق