الجمعة، 29 مارس 2024

الصدق في كسب الحياة بقاء للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 الصدِقُ في كَسبِ الحياةِ بقاءُ


  محمد حسام الدين دويدري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ناحَتْ...!؟ ،  أمِنْ خَطْبٍ بها وَرقاءُ =أم من جَوىً ثارت به الرمضاءُ

فَجَثَتْ تُلَملمُ في الحَياءِ جَنَاحَها=حيث السكون توسّلٌ ورجاءُ 

ترنو إلى رحب السماء بمُقلةٍ=حَرَّى وقلبٍ هدّّّّهُ الإعياءُ

تشكو إلى الرحمن ما عصفت بها=كفُّ الزمان وهاجت الأنواءُ

فالريحُ تجتاح الحصادَ بدفقها=والبعض منّا خانه الإصغاءُ

يَمضي يُقَلِّبُ في الفيافي طرفَهُ=حتّى تمزّقَ طرْفَهُ الأرجاءُ

ما بالُه يرجو سراباً زائفاً=حتى تطيح  برأسه الأهواءُ

النبع في أرض الشريعة سائغٌ=فيما الفيافي ما بها إنْداءُ

تنأى بها الذؤبان في حلك الدجى=عن كلّ ركبٍ يرتضيه بقاء

هذي فِجاجُ الأرضِ تفتحُ صدرها=مع أنّنا في رحبها غُرباءُ

تجتاحنا الأيام في تعدادها=لنظنّ أنَّا في الورى وُجَهَاءُ

نختال في طول البقاع وعرضها=تغوي رغائبََنا بها الأشياءُ

حتى يذوبَ زماننا في طرفةٍ=في ضيقها تتزاحم الأعباءُ

**=**

ياربّ ثبتنا إذا عصفَتْ بنا=كفّ الزمان وجفّت الأعضاءُ

وتقطّعت سبل الرجاء بصحبنا=حيث النواظر ما لهنّ ضياءُ

ما غير باب الله  يطرقه الورى=فهو العظيم وكلنا بُسَطاءُ

مهما علا الإنسان مرجعه الثرى=في المنتأى كلّ الضلوع سواءُ

أوّاه يا ذات الجناح تجمّلي=بالصبر إنّا في البِِِلى رُفَقاءُ

كم ضاع في عمق الزمان على المدى=ذكر الملوك و خُلّدَ الفقراءُ

فعلامَ نسقي اليأس من حسراتنا=وتصول فينا الثورةُ الحمقاءُ

وعلى تراب الأرضِ غير مُخَلّدٍ=ضنكُ الزمانِ... ، ولا الرخاء سِقاءُ

وعلام يوهمنا العُلوج بعجزنا=وكأننا في عجزنا سجناءُ

نختار ممّا يُنتجون ثمارنا=طوعاً؛ ونزعم أنّنا أحياءُ

نستنزف الأعمار في لهوٍ يذيب=وجودنا فيصيبه الإقواءُ

اقرأ هُدى الرحمن واعمل جاهداً=بالعلم أفلح قبلنا النقباءُ

إذ وحّد العلم القلوب فأبصرت=سبل العزائم والحياةُ شقاءُ

فغدا تراب الأرض يُنبت جهدهمْ=خيراً يعيش بفيئه الأبناءُ

**=**

بي مثل ما ضار الحمائم أيها=القمر الذي كم أمَّه الشعراءُ 

يبنون من صخر الحروف مساكباً=حتى تطيب بريحها البيداءُ

يرمون في زَبَدِ البحور شباكهم =حيث الحصادُ مواعظٌ وغناءُ

تلك البحور من الرحيق مياهُها =في شاطئيها أُبدِعَ الإنشاءُ

أعيت ذوي القدر الجليل شجونها=فإذا ازدهت فالجنّة العصماءُ

تُسْلي طريدَ الحزن غائلَ همّه=حتى يُظَنَّ من البلاء شفاءُ

فاغنم مذاق نعيمها متفائلاً=فبحسن ظنّك تطرب الأجواءُ

واملأ حياتك قوّةً، ما أخطأت=نفسٌ لها في شطّها أفياءُ

شاخت على رشفِ المُعَتّّقِ فانتشت ،=و سمت يضيء وجودها الإذكاءُ

في شرعها عيش الحياة سعادةٌ=فيما الحياة محبّةٌ وعطاءُ

لي منك يا شعرُ انبعاث هويّةٍ=يرنو إلى إصرارها البلغاء

هي في تقى الرحمن خير هديةٍ=فإذا سطا الشيطان فهي بلاء

يا ربّ فاجعل في رضاك منابعي=تروي ضلوعي الدفقةُ الغنّاء

وتضيء نفسي من روافد أحمدٍ=حتى يضاف إلى البهاء بهاءُ

فالنفس تَكمُلُ في وِصال حبيبها=ومن الوصال تذكّرٌ ووفاءُ

ما أجمل الدنيا بذكر محمّدٍ=في ذكره كلّ الحياة تضاءُ

في حبّه يصحو الجَنان منزّهاً=عن كلّ خطبٍ صاغه الجهلاءُ

يا رَبّ صَلّ على النبيِّ محمّدٍ=واغفر لنا فعيوننا شفعاءُ

تصفو لذكرك حيث يغمرها الجوى=وتضوع منها بهجةٌ وسناءُ

يا مُبلِغَ التنزيل ألف تحيّةٍ=من قلبِ عبدٍ شفّه استحياءُ

حمل الخطايا، ثمّ ضاق بحملها=حتى رماه إلى العناء بُكاءُ

فسرى يضمّد بالدعاء جراحه=والغوص في بحر الدعاء نداءُ

ليصيح: " يا الله ...، جئتك نادماً=جار الزمان وأُعثرَ الكرماءُ

وتناوش القومَ انكفاءُ عيونهم=حيث القنوط وأرضه العجفاءُ

 فطلبتُ من زاد الحبيب شفاعةً=في حَجْبِها كلُّ الورى تُعَساءُ

حاشاكَ يا رحمن...، بعض جوارحي=تحت الأنين تُضِيرها الغلواءُ

 فاغفر بعفوك زلتي ولجاجتي=وعَصيَّ قولٍ للجمال جفاءُ

ما كنتُ في كسب الشمائل جاحداً=حتى يني إيماني الفرقاءُ

وأنا الذي أذكيتَ فيَّ مشاعراً=بوصالها ليلُ الدروب جَلاءُ

**=**

يا ربّ ...؛ لا نرجو سواك مخلّصاً=أنتَ القويّ وكلّنا ضعفاءُ

غوثاه من ضعفِ العزائم إنْ سرى=والخطب في ضعف القلوبِ وباءُ

الركب في دربِ الحياة مقصّرٌ=يرجوكَ نصراً في هُداه وِقاءُ

فالقِبلةُ الأولى تعانِدُ أسرها=وحُماتها بجموعهم أُسَراء

هذا أسير المال يبتلع الحصى=ونديمه تحلو له العلياءُ

وسواه بالخوف  المَقيت ملثّمٌ=يسطو على أنفاسه الرَقباءُ

وشريكه أسرُ النُهودِ يذيقه=طعم الغِوى وتذيبه الخيلاء

 يتوَسّد الضوء المُضَيَّعَ تاركاً=للّيل لهواً للصديِّ غُثاءُ

يحيا على سطوِ المفاتن ضائعاً=عن كسب علمٍ يقتضيه بناءُ

متناسياً أنّ السعادة نبعها=درب الصلاح يؤمّه الندماءُ

يبنون في مسعاه تاريخاً له=ذِكرٌ يناجي مجده النُبَهاءُ

ويرون في خلق الجمال خلودَهم=ومن الجمال ترفّغٌ وحياءُ

من جنّة الأخلاق جني خصالهم=عطفٌ وبشر سماحةٍ وسخاءُ

هذا هو الإسلام شمس وجودنا=هو عزّنا وليخسأ اللُقَطاء

ما أسعد الإنسان في ميراثه=حيث السلام محبّةٌ ونقاءُ

فالعيش في صدق الوفاء تألّقٌٌ=يسعى لجني حصاده العلماءُ

والعيش في الرزق الحلال عبادةٌ=يرتاح في آفاقها العقلاءُ

فكرامة الإنسان  حُسنُ صنيعه=فإذا بغى فعلى يديه فناءُ

الحبّ بالإيمان يَكْمُلُ طهرُهُ=والمؤمنون بطبعهم رُحَماءُ

هم من سموا بالصبر عند المُشتَكَى=والحقّ في شرع التقيّ ثراءُ

من في سبيل العدل يعذل نفسه=إنْ غالبتها نزوةٌ رقطاءُ

أنّى انتأى عينُ الرقيبِ تُحيطُهُ=بعنايةٍ هي للنفوس صفاءُ

بسماحة الإسلام لا بِسِهامِهِ=نُصِرَ الرجالُ وأُوفد النُجَداءُ

لا تقتلوا...، لا تقطعوا...، لا تُُحرِقوا ...=حدّ السيوفِ كرامةٌ وإباءُ

بالحكمة المهداة جاء كتابكم=وعلى هداه تناصح العظماءُ

بسماحة الإسلام كان سلاحه=أمضى وزيد على الصمود مضاءُ

حين اعتلى رمزُ الحضارة مشرقاً=عرشَ الطغاة فغابت الفحشاءُ

وزهت أمانينا بذكر المصطفى=وتوضأت بضيائه الأحياءُ

حتى استزاد الخير كلّ متيّمٍ=بلقاء وجه الله حين يشاءُ

فالعمر في الدنيا كطيفٍ عابرٍ=والخالدون بخلدهم سعداءُ

ذي قصّة الإيمان في أبعادها=هو جوهرٌ ما شانه استعداءُ

أضفى على الآمال عطر تآلفٍ=بإرادةٍ ما شابها استجداءُ

فالحقّ يؤخذ باليمين منزّهاً=والخوف في صون الحقوق خواءُ

قولوا لمن خرق الحقوق بِجَوره=الحب من فيك الكريه براءُ

من يصنع الموت العميم ومن له=كأس المنون زجاجة وحساءُ

يقتات من لحم الشعوب ودأبه=شرب الدماء وما لها إرواءُ

ما بال " أمريكا " تكابد غيظها=إنّ الحماقة للشقيِّ عِداءُ

لبراءة القتلى تقطّر دمعنا=وكأنهم من ربعنا أشلاءُ

هم مثل أبناء العمومة في الردى=حين استباح وجودهم أعداءُ

كم طال في ليل المظالم صبرنا=حين استباح جباهنا الجبناءُ

وتخطّف الغدرُ الصِغارَ كأنّهم=بين الرماد لمن أراد شواءُ

بسلاحكم ذقنا مرارة غدرهم=وبعونكم ضاقت بنا البطحاءُ

لم تردعوا "شارون" يوم تخضّبت="صبرا" وجفّت في العراء دماءُ...!

لم تردعوا "بيريز" عن طغيانه=فنحيب "قانا" ماله أصداءُ

كلّ الدماء من القلوب هديرها=أمّا دماء سوادنا فالماء

كم أخطأ الطغيان في تاريخنا=أين الطغاة وكلّهم أخطاءُ

ما عاد في ثغر الزمان سوى الصدى=وشقيّ قولٍ للجناةِ عواء

عودوا إلى رشد القلوب وأُنسها=نسغ القلوب تراحمٌ ودواءُ

**=**

آهٍ... أيا " ذات الجناح " إلى متى=والحزن فينا سيّدٌ ورِِداءُ

لا تُخدعي بالقول أو تتواضعي=للغادرين شريعةٌ خرقاءُ

   صدّقتُها فغدوتُ شلواً يصطلي=قهراًً وليت لقهرها شركاء

ما كنت من نسل الحمائم ...! إنّما=للغصن بين أصابعي إنداءُ

 ثوري كما النسر المحلّق في السما=و دعي التراب يجوبه الزعماءُ

......................................


السبت 22/9/2001


من مجموعة: "مواسم الرحيق"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق