إلى فقيد قلبي وزوجي الحبيب
... فاض الحنين ...
فاضَ الحنينُ وأوْجعَني البكاء
والحزنُ كوى أضْلُعي والسّهاد
أضْناني الغيابُ فاحْتَضنْتُ الذّكريات
والرّوح تشتكي تعباً وإجْهاد
تمزَّقَتْ أوتارُ قلبي المفْجوعِ
على ألحانِ الفقْدِ والغيابِ والبعاد
واشتعَلَتْ ثورةٌ في النّفسِ، من
لظاها المضطرمِ تتفتّتُ الأكباد
وأعلَنت الرّوحُ تمرُّداً وعِصْيانا
تأبى الحياة، وغرِقَتْ في رُقاد
ونارُ الرّحيلِ أحْرقَتْ أوْرِدتي
أحالَتْها حُطاماً ورُكاماً ورماد
كلُّ أحرُفي باتَتْ عليلةٌ سقيمةٌ
وتوشّحتْ أثواب كلماتي بالسّواد
وقاموسُ أبجديّتي بات كعَجوزٍ
كسيحٍ، وأعلنَت القوافي الحِداد
والأيّامُ بعد رحيلِكَ عجافٌ
جَوْعى وعطشى ما بها من زاد
وسنابلُ الرّوحِ ذبُلَتْ في احْتِضارٍ
وسياطُ الأسى والألمِ في ازْدِياد
فيا ويْحَ قلبي من عاصِفةِ الغياب
ومن ظلمةِ الّليالي الحالكاتِ الشِّداد
دونك الحياةُ عناءٌ وفناءٌ، وصوت
الرحيلِ صدحَ مُجلْجِلاً في كلّ واد
شابَت الدُّنيا، وهرُمَ فينا الزّمان
والحسْرةُ سكنَت القلوبَ والأجساد
فبات بين العيْنِ ودمْعُها الدّفّاق
كلّ يومٍ لقاءٌ نازفٌ وميعاد
وتسرِقُ الآهاتُ من ليلي النّومَ
والشّوقُ لفقيدي مسْتَيْقِظٌ وقَّاد
وينْفجرُ برْكانُ أشْجاني المكلومةِ
فَألَمْلِمُ شظايا حروفي التي تُبَاد
وأصْرُخُ وأصْدَحُ بصوْتٍ مكْتوم
يحلّقُ صداه يجوبُ أرْجاءَ البِلاد
كالطّيْرِ المذْبوحِ يغرِّدُ مُحْتَضراً
يتراقصُ من الألمِ، أعْياهُ الافْتِقاد
وترثيكَ حروفي الثّكلى باكيةً
وتجْهرُ بِقوْلها بين العِباد
برحيلِكَ تهالكَتْ روحي المتصدّعة
فكفَّنْتُ أحلامي، ودفنْتُ الفؤاد
بقلمي/ بيسان مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق