حبّ خارج السراب
بعد فترة واهية رفعت بها راية الاستسلام كلماتي و أشعاري و قاموسي... لم تكن ترضيك
الأشعار و القصائد الشاردة في لحظة ما ..لم يكن يلفت انتباه قلبك و يستجر عطفه و تنير في خفاياه أي بقعة لفرح لقادم ..لم يعد يجدي أي شيء ..و لم يعد يجدي أن أفتح تلك الآفاق التي طالما رسمت من خلالها السعادة و الاستقرار .. و التي طالما لمحت من ثقوبها ابتسامات قادمة كغيوم كانون محملة بخزائن من فرح هاطل .. كيف لوابل من اندفاعات جريئة أن تكرس البعد رغم الحضور ..؟
لم يعد يجدي حتى أن أطلق صوتي الأخضر عبر ربوعك القاحلة .. ربوعك التي غزاها تموز و أن أواجه وحدي احتراقاته..
ثمة أمور إن فعلت لن تلقى صدىً و لا بأية وسيلة .. ثمة دروب باتت مبعثرة أكثر من عجز طفل ليجمع نجوم ليل صيفي ..
لم يعد يجدي أن أعيد للفرح صرخاته .. و لأعيادنا ضحكاتها ..
و لكلماتنا المشاعر و الإحساس .. كل ما كان قادنا إلى نقطة في آخر الرواية التي كنا أبطالها البارعين .. أين نداري أشواقنا إن عبثت بمقافل قلوبنا لحظة ؟
و إن آويت وحيدة لظل شجرة طالما حضنت أحاديثنا و ماذا أخبر عصافيرها ..
إن صحت فوق أحلامنا ضحىً ..؟
دع عنك ..طالما كنت امرأتك البلهاء التي تجيد و ببراعة العزف على كل الحالات التي لا تعنيك و لا تعني عينيك .. المرأة البلهاء التي احرقت نفسها بتلك النيران مرارا لإرضاء غرور ما فيك ..
أين تجد روحها بعد أن عرضتها للحرق كثيرا ؟
و أين تلتقي ببقايا قلبها الذي أظلم و أُصمت نبضاته و ماتتْ ؟
من يعيد ملامحها الوردية التي طافت على سيماء وجهها في عهود أفلت ؟
امرأة خرجت من روايتك لا تحمل سوى اسمها !
و بعض من شرود طويل و الشيء الكثير من جنون رهيب !!!
فاديا الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق