السبت، 9 مارس 2024

سلطة العتمة للشاعر محمد كابي

 سلطـــة العتمــــة 


  للعشق فـضاء لتلد الكلمة 

  ربيعا في سرير الغمام . 

  للكره وجــار ليتناسل 

  نباح الذئاب في وحل الخراب . 

  وأنا الغريب في غربة اغترابي 

  يغربني البوح وتغتالني فتاوى 

  الإنابة والإمـــــامة ، 

  كي لا أصب لسيدتي القصيدة 

 كأسا من كميث التجلي ، 

 علها تكفر ببداوة المدينة . 

 أنا إمام الغاضبين أشرب 

 جرحي إذ أشرب نخب 

 الذين لايملكون في زمانهم 

 إلا مرثية الضــياع . 

 أنا الذي رأى في رخام الآخرين 

 جسد أمي تنهشه أنياب اللئـام . 

 فكيف أقبل خد مدينتي

         وقد تقاسمه العابرون ورحلوا ؟ 

 كيف أداعب خصلات شعرها 

 وقد درته رياح السموم والسمأل ؟

 فأية ضفيرة ياأختي تغطيني ؟   

 أية خصلة ترفعني ، تسبيني 

 تدثرني ليعبر الحلم إلى رحم المطر ، 

لأعانق غد هذا البلد وما ولد ؟ 

أية سويعة تركوها لنا من هامش 

الفرح لأراك على ذروة الطهر 

لاعلى حد القهــــر ؟ 

أية سويعة تركوها لنا لتضمني 

البتول إلى أن يراودني في 

هواها الوسن المبتسم 

على خذيه كالصولجان

الملاك الصغير .. الصغير . 

أنا غواية السطر ، أنا زبد البحر 

أيتها الأغنية الموؤودة 

في غرف التجريب والترهيب ، 

أمزق المهارق القديمة الــتي 

بالعورة خطت سيرة الشنق 

على ثدي الخصوبة فيك . 

أنا غواية الحرف أفتت صخر 

السبات وأصرخ : اتركوا                        

لسجن حواء كوة

 كي يتنفس الجنين ، 

اتركوا للقفص الاسمنتي مساحة 

ليزهر على كفها الحنـــــين . 

بلقيس زمن الخيمة ولـــى 

فلا تكوني فواصل الخيبــــة . 

    

بلقيس على صدرك

يزأر مكر الظـلام 

وبين شفتيك خجل أختي يلهب 

تجاعيد الجدل العقيم لتمطر 

عيــــون الغيمــــة . 

 فانظري أيتها المعروضة للوأد 

 باسم الخرافة واستدارة العمامة ، 

إلى أين أخذتك خطـــاك 

وعلى أي سقف

 منهار ربتت يداك ، 

وآلهة الحجر لا تفرق

 بين دفء  الوحم وشريعة البشر . 

فيا أيتها الأم / الأخت / الحبيبة ،

أيتها السنديانة الواقفة في مهب

كل الرياح..

 أتاك في زمن التردي وجع المخاض . 

وكل هذا الدم منذ القرون الأولى 

من أجل خبز قليل وهواء أقل . 

كل هذا النزيف من أجل 

أن يتطاول الركز وتسحب

 جرأة الكـــلام . 

فمتى يحق للجازية أن تعشق

وجه الله الحزين المطل

  من شرفة المدن البئيسة ؟ 

عليسة ، خديجة ،زينب ، عزيزة 

يا لحنا هاربا من المتون القديمة                        

لاأعياد لنا إن لم يزهر بين  أصابعك

 حبيبتي  حبق الأيام ، 

لافرح يكسو عرينا إن لم يسر 

فينا حـب الوطن عزيزا زاحفا 

على المناكب والأقدام ، 

لا أعياد لنا إن ظل صراخك 

عورة ،وأحلامك الصغرى فجورا ،

ورأسي ومايحمل مهدورا 

 سلمى ، عائشة ،سناء 

 ياكل الأسماء البهية                               

كل تلك الدماء منذ ستين سنة 

كل ذاك الحصار وما خلف العناء ، 

قد يهون في بلدي من أجل :

 كأس للحب ،

وكأس للحياة ،

 وكأس لتنتشي بأنوثتها النساء .

                  

                             محمد كابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق