((شـــــــــهــــــــر الــــــصــــــيـــــام))
شـــهــرٌ بـــــهِ نــرقــى إلــــى الـعـلـيـاء
وبــــهِ تـــزولُ غَــيَــاهِـبُ الـــظـــلــمــاء
شــهــرٌ بــــهِ نـــزلَ الـكـتـابُ وكــيـفَ لا
والـــنـــورُ فـــيـــهِ يـــلــوحُ بــالأفــيـاء
شــهــرٌ بــــهِ يــعـفـو الإلــــهُ ويـنـتـقـي
ويــجــودُ بـالـحُـسـنى مِــــنْ الأســمــاء
شــهـرٌ بـــهِ تُـمـحى الـذنـوبُ فــلا تـكـن
مـــمـــن يُــجــاهِـرُ فـــيــهِ بــالأخــطـاء
شـــهــرُ الــعِــبَـادةِ والإنــابــةِ والــتُـقـى
شـــهــرُ الــسـخـا والــبــذلِ والإعــطــاء
شـــهــرُ الــمـحـبّـةِ والــمــودّةِ والإخــــا
شـــهــرُ الــصــفـا والــفــتـكِ بــالأعــداء
يــــــا زائـــــرٌ عـــــمَّ الأنـــــامَ نـــوالُــهُ
وأنــــــارَ فـــيــهِ الـــكــونُ بـــالأضــواء
فـــيــكَ الــصــيـامُ تــعــدّدت أســــرارُهُ
غــسـقُ الــدُجـى كـــم فـــازَ بـالإحـيـاء!
ولـــكـــم تــزيّــنــت الــقــلـوبُ لــربِّــهَـا
بــالــخـوفِ فــــي الــسَّــرَّاءِ والــضَّــرَّاء
تــقــوى الإلــــهِ طــريـق كـــلِ فـضـيـلةٍ
وبــنــورِهَـا نــقــضـي عــلــى الأهــــواء
فــيـهـا الــسـعـادةُ والـسـمـاحــةُ والــهـنـا
وبــهــا الــنـجـا والــفــوزُ فـــي الـعـلـياء
والـنـفـسُ مِـــنْ تــرفِ الـحـياةِ تـطـهّرت
وتــهــذّبــت مِـــــنْ تُــخــمَـةِ الأمـــعــاء
مـــــدّت يـــداهَــا لـلـفـقـيـرِ وأنــفــقـت
واسـتـغـفـرت مِــــنْ نــشــوةِ الإطــــراء
يـــــا خـــيــرَ شــهــرٍ أقــبـلـت أنــــوارُهُ
عــــمَّ الــحـبـورُ وشــــعَّ فـــي الأرجـــاء
أحـــيــتَ بــالــقـرآنِ مـــــوتَ قــلـوبـنَـا
وأزلــــــتَ عـــنـــا ظُــلــمَـةَ الأســـــواء
وأتــيـتـنـا بـالـمـكـرمـاتِ، ولــــم يــــزل
فـــيـــكَ الــكــريــمُ يـــجــودُ بـــــالألاء
كـــــلُ الــمـسـاجـد بـالـقِـيَـامِ تــعـطّـرت
ويــفـوحُ مـنـهـا الـمـسـكُ فــي الأجـــواء
والــنَّـاس مِـــنْ فـــرطِ الـصـبـابةِ تـائـبٌ
ومـــحــدِّثٌ يــنــهـى عــــن الـفـحـشـاء
نِـــعَــمٌ تــوالــت واســتــدامَ عــطـاؤهَـا
يــــا حــظـنـا! والــخـيـرُ فـــي الـنـعـماء
وصــــــلاةُ ربـــــي دائـــمًــا وســـلامــهُ
مــا لاحَ ضــوءُ الـشـمسِ فــي الـرمـضاء
والآل تـــتــرى كـــــل حــيــنٍ ســرمــدا
والـصـحـب مـــا ابــتـلَّ الــثـرى بـالـمـاء
عــــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّـــــادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق