الخميس، 21 مارس 2024

حكاية للشاعر وليد ستر الرحمن

 حكاية 

...................................


ما عدت أرغب في الحياة و ها هنا 

كالشيخ يسبح في فضاء فارغ 

من دون حلم دافع يحيي الأنا 

من بعد عمر كله كان منى 


أحلام طفل سائر لم يرتش

ما مسه صعب و لا لم يعتد 

في ذاته حطى الهوى كالزهرة 

فتعطر قلبي الذي لم يشتك 


أحببتها و ركضت خلف ريحها 

كالنحلة 

من عذبها تقتات تصنع حسنها 

فأخذت لون عمقها و تجذرت 

في خاطري أمست حياتي كلها 


تلك الليالي روعها في عينها 

كانت كحور نورها 

سحر يغازل مهجتي لا أجمل منه و لا 

لا لم أر 


حلقت في أرجائها 

عايشت في أنحائها كل الظروف على هوى 

وشربت عذبا شافيا 

كالفارس خضت الوغى حتى اعتليت الغاية 


لكن للأقدار دوما بصمة 

هبت رياح عاتية 

و تهشم سقف ظننته خالدا 

أصبحت حقا بائسا 

ما عدت أرغب في الحياة و حسنها

أطرقت أهوى النهضة 

و استيقظ في داخلي حلم جديد نابع 

من عمق قلب عازم  


تلك الديار مدينتي و لأجلها 

شمرت فحل ثائر 

و أخذت من أصحابها 

فعشقت ما في جوفها 

أصبحت أحيا على هوى 

أن يعلو حقا اسمها 


لكن للأقدار دوما بصمة 

هبت رياح عاتية 


و تحطم في داخلي عشق الحياة و ها هنا 


سافرت في بحر الأسى 

من دون عزم لا أرى 


كانت حياتي هشة ما بين حلم علة 


و العلة داء يمزق مضغة 


أبكي و أفرح تارة 

في مهجتي وجع جذوره حقبة 

من عهد ورد خالد 

قد علم قلبي الذي ما عدد 


الأرض جف خصبها 

دمن تخلد فترة 

فيها الموازن حرفت 

و تقهقر العصر الجميل و لم يعد 


في بلدتي 

ساد اللئيم و انتهى 

زمن الرتابة و الصبابة و الغنى 


لكن في جينات فحل ثائر 

رغم البياض بلحيتي 

رغم الأسى


ما عدت أرغب في الحياة و ها هنا 

كالشيخ يسبح في فضاء فارغ 

من دون حلم دافع يحيي الأنا 

من بعد عمر كله كان منى


.........................................

بقلم وليد سترالرحمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق