حكاية
...................................
ما عدت أرغب في الحياة و ها هنا
كالشيخ يسبح في فضاء فارغ
من دون حلم دافع يحيي الأنا
من بعد عمر كله كان منى
أحلام طفل سائر لم يرتش
ما مسه صعب و لا لم يعتد
في ذاته حطى الهوى كالزهرة
فتعطر قلبي الذي لم يشتك
أحببتها و ركضت خلف ريحها
كالنحلة
من عذبها تقتات تصنع حسنها
فأخذت لون عمقها و تجذرت
في خاطري أمست حياتي كلها
تلك الليالي روعها في عينها
كانت كحور نورها
سحر يغازل مهجتي لا أجمل منه و لا
لا لم أر
حلقت في أرجائها
عايشت في أنحائها كل الظروف على هوى
وشربت عذبا شافيا
كالفارس خضت الوغى حتى اعتليت الغاية
لكن للأقدار دوما بصمة
هبت رياح عاتية
و تهشم سقف ظننته خالدا
أصبحت حقا بائسا
ما عدت أرغب في الحياة و حسنها
أطرقت أهوى النهضة
و استيقظ في داخلي حلم جديد نابع
من عمق قلب عازم
تلك الديار مدينتي و لأجلها
شمرت فحل ثائر
و أخذت من أصحابها
فعشقت ما في جوفها
أصبحت أحيا على هوى
أن يعلو حقا اسمها
لكن للأقدار دوما بصمة
هبت رياح عاتية
و تحطم في داخلي عشق الحياة و ها هنا
سافرت في بحر الأسى
من دون عزم لا أرى
كانت حياتي هشة ما بين حلم علة
و العلة داء يمزق مضغة
أبكي و أفرح تارة
في مهجتي وجع جذوره حقبة
من عهد ورد خالد
قد علم قلبي الذي ما عدد
الأرض جف خصبها
دمن تخلد فترة
فيها الموازن حرفت
و تقهقر العصر الجميل و لم يعد
في بلدتي
ساد اللئيم و انتهى
زمن الرتابة و الصبابة و الغنى
لكن في جينات فحل ثائر
رغم البياض بلحيتي
رغم الأسى
ما عدت أرغب في الحياة و ها هنا
كالشيخ يسبح في فضاء فارغ
من دون حلم دافع يحيي الأنا
من بعد عمر كله كان منى
.........................................
بقلم وليد سترالرحمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق