من قافيتي
كما ذهبت للبعيد
رجعتْ
لكني نسيت في البعيد
نفسي
و عدتُ دون أن أحمل
ذاتي في الرجوع
فكيف سأحيا بين هنا
و هناك
و نصف آخري يتوجع
لغيابي
أحتاج إلى معجزة لذاكرتي
لأسكن الحقيقة
فمتى سألتقي بأنايا المفقود
لأعود مكملاً نقصي
البعيد
فأنا البعيد و أنا القريب
جناحان تحلقان في المدى
بلا جسد لهما
لماذا رجعت من هناك أسأل
نفسي و لم أرجع
هناك في البعيد شيءٌ
يكسرني
و هنا شيءٌ غير مكتمل
يكسرني
أفكر بماذا أسمي بعيدي
و بماذا سأسمي أنا
القريب
تأخذني الهشاشة نحو لا
شيء
و الفراغ يشدني لركنه الفارغ
لأملي وصفَ شيءٍ ما
حجرٌ يسكنني و يسقطني
برهن الضباب
ضبابيةٌ مفرداتي و شغبٌ
يلهو بلغتي في التمرد
فألفُ مشنقةٍ ستحكم علي
بالموت فلا أموت كما
الأخرين
وحدي سأفتح باب الجنة
بهزيمتي للملائكة
و وحدي سأقول يا الله
لما و أبكي
قد يشفق رب الكريم و
يمنحني
فرصة النجاة الأخيرة
لكني دائماً أخسر من حلمي
الإنتماء له
وحدي سأمضي في نسيان
القيامة لأنسى
لا لا لن أنسى وجع الخيانة
بجسدي
أعود أو لا أعود لا شيء
يوجعني
قد تعودت أن أحيا بالوجع
الكبير
كنت أحاول النجاة مجاهداً
من القاتل القديم
لكن الفشل كان يسبقني بألف
خطوة
فأنكسر حيناً و حيناً أنكسر
كما تركت نفسي ورائي
تركني الحب
ليكمل دراسته في الغياب
بلغة الموت
فلا شيء جديد في حياة
سوى الإنكسار
و كأنَ حياتي هي حصص
العابرين وحدهم
هذا الضجيج الشاغب بضوء
احتراقي
لماذا يشع منه نور الظلام
الأزرق
فأشدُ بخيط دودة القز
كوكبٌ بعيد
أريد أن أكون سيد القطب
الواحد
و أحاصر كل هذه الأوجاع
و أسيجه بألف لعنة
لأنقذ ما بقي لي من الوقت
من الشبح القريب
قد أضحى اليأس بكل الهواء
بمره و أدمى
تغير شكل وجهي و أصبح
كرمال الصحراء
صفراء
من أحاور بلغتي بهذا الغياب
و كل عالمي كالحجر
من أشده بقافيتي لدار الذكرى
كي ألقاه بالحنين
فألف وحدةٍ كانت بوحدي
تضجرني و ستكون كما
كانت
لا أثرٌ لبقائي إلا مع الليل
الطويل
فسرير نومي هي الصبارة
العنيدة
أنا و هذا الليل صديقان قديمان
بحلم النسيان
نتذوق الضياع بالهذايان
هو لا ينتظر أحد
بباب الرحيل
فأنا كذلك لا أنتظر الذين طعنوا
و رحلوا بيوم الإنكسار
هو يغمرني بجناحه و يدفئني
كالرضيع
و أنا أحضنه و أسكنه بوجع
جروحي
و حينما أبكي هو يسترني بظله
و يبكي معي
كلما زرفتُ دمعة
راح يحملني لذاك الحلم
البعيد
يسرقني من ألم الهلاك
يشرقني في الضياء
يسافر بين ضلوعي كالغيم
يدنو بمطر جسدي
فهو مثلي لا ينام حجراً
من التشتت
و لا يبتسم مثلي بوجه
السراب
فكلانا نشكو من الألم
و الظلام
فحين أمشي في الريح
هو يمشي ورائي خافياً
كالشبح المريض
و يلحقني بسواده بكل
الدروب
ليعيدني لنفس الظلام لنفس
المكان العاثر
و حينما أتزمر من الوقت
يحضنني بدمعه
يسقني من ملح الدمع
أرقٌ
و يصمت مع الحجر بصلاتي
هو لا يفارقني
و أنا كذلك لا أُفارقه أو عنه
أغفل
متى كان ميلاده الأخير ... ؟
كان ميلادي
هو مثلي لا يتذكر في هذه
الحياة
الا تاريخ وفاته
و أنا كذلك لا أتذكرُ إلا
وقت السقوط و الهزيمة
الكبرى
هو كان يحلم يوماً ما
بعناق الحياة
و أنا مثله كنت
أحلم
أن أعانق روح أبي ببيتنا
القديم
و أنام كلما داهمني الوجع
بحضن أمي
فهو مثلَ دور الحي
بهذه الحياة
و أنا كذلك مثلتُ دور المقتول
بفشلي الذريع
هو دائماً يكتبُ على نهد
القمر رغبته
ليحلم في المدى من
جديد
و أنا أيضاً مازلتُ أكتبُ رغبتي
على قبر الغريب
دون أن أدري من هو هذا
الغريب
لأقظَ ذاكرتي المتعبة
من نومها
فالليل يرسو بصورة الماء
بواقعٍ متبدل
و أنا أرسو بصورة الأحلام
منكسرٌ
بهذا الزمن المتبهدل
هو لا يشرب الخمر من ثغر
إنثى و يسكر بثمله
العتيق
و أنا كذلك لا أشرب سكرتي
من دموع أنثى
تشكو من الوحدة و الضجر
فالليلُ يشبهني بكل الأشياء
إلا بشيء واحد
ف بيننا إختلافٌ بسيط
واحد
هو يبقى بأنين الأحلام
هادئٌ كالحجر
أما أنا فأرقص طرباً بالوغى
من وجعي
فيحرقني صور الغياب و
يجهش بي
و لا أهدءُ و أكن من وجع الشوق
و الحنين
فهو يعيشُ في المدى بلا عنوان
و أنا كذلك
لا عنوان لي ها هنا على
أرصفة المنفى
هو وحيدٌ معلقٌ بمشنقته
بصدر السماء
و أنا كذلك كاليتيم المكسور
معلقٌ
كالمشنوق بحبال القهر
و العناء
فالليل يبقى كئيباً مضرجاً
بدمه
لكنه لا يموت مثلي في
الألم
أم أنا فدائماً أبكي بخيبتي
بسيرة الحكايا
فكل حروفُ القصيدة تبحث
عني لتقول لي كفى ......
و أنا أبحث عن القصيدة
كلما داهمني الحزن الشديد
لأقول فيها كفى ......
لكني
لا أجد قصيدةٍ مناسبة للنجاة
لأعيشها بوحدتي
و لا أجد نفسي من بين المفردات
لأحيا بالمعنى
كي أحضن المقتول و أوصي
له بوداع الراحلين
فالخيبة كان سبب الوفاة
بعمر المهزوم ........
و الصدى بذكر أسمه مازال
يكسرني
حتى كتابة هذه القصيدة
بقافيتي ..... الحزينة
مصطفى محمد كبار
أبن عفرين ٢٠٢٤/٣/٢٤
حلب سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق