الثلاثاء، 30 أبريل 2024

لحم رخيص للشاعر مصطفى محمد كبار

 لحم رخيص


سيدة 

لم تكمل الأربعين

تقول لي 

يا أيها الشاعر الحزين 

أريدك أن تكتب قصتي بشكل 

القصيدة 

قلت لها  لكني لا أجيد اللغات 

عن المرأة يا سيدتي

قالت أنا سأملي عليك الكلام

و أنت تكتب شعر

المحبطين 

فقالت و هي تبكي فوق

الورق

بجسدي أثر

أنا العذراء المغتصبة

في الحجر لي صورة الذكرى

و بالعينين نظرة الرهبة

و الخوف القابع 

قبلتي شقية بلمس مفتاح

الوصول

و نهدي رقصة المشتهى في

حلم العائدين

و بين لغز الأنوثة و بين

طقوس العادة

ضاعت الرغبة و انحسر كل 

الشغب باللقاء

سأتبع ما أرى من بقاياه فوق

وجه المرايا

ربما سأسير عارية مع الريح 

بعراة السبايا

و أرسم فوق نجمتين بعيدتين

شوق العاشقة المتمردة 

سأحمل ما تبقى من جسدي

من بين يديه

فإني مازالت مستعمرة بأحضان

السكير المدمن

تارةً يشرب من جسدي ما يشفيه 

ليشرق بقساوة

و تارةً يحملني كحلم تاه بطريق 

العودة من الإدمان

هو عاشق القمر البعيد و ربما

الأخير

و أنا فراشة الموسم الأول

فأشهق عاطفةً و حزناً

فالرقص بحضرة السيد المحجر

كالواقعات من الحضور

لا ستر على مسرح الغائبات 

بسيناريو الكاتب الفاشل

ربما أحتاج إلى معجزة لذاكرتي

لأنسى ما خسرت 

و لكي أجمع ما بين الوقت و

الأحلام

أريد أن أنجو من السقوط 

و أشرب ألف خمر

و أسكب على جسدي خوابي

النبيذ كلها

فهل سأشفى من العبث 

إن أحرقت الصمت

فلا أريد أن أسمع موسيقى 

العاشقات المجبرات على العطاء

ليرضى المالك

الشمعة تذوب بيدي ساخنة

من الإحتقار

و الزهور بلا رائحة من حولي

ذبلت من الخيبة

هي الروح المقتولة  من تقيد 

حريتي في الإختيار

فكيف أختار من  وقع  من 

السماء كقدر

لا دروب لمركبات الريح 

على جبيني

و لا الجماع بالصور القديمة

كان ليغريني

أنام تحت ظلال شعري الطويل 

حائرة و أرتجف مقهورة

من الوقت

ذاك السرير هو ساحة مشنقتي

بالعبودية 

فيراقبني من يدعوني للإنسجام

و يهجرني بذروة الإغماء

فأشرع بأجنحة الليل خيال 

المقيدة

أبكي مع الملام بجانب نوازفي

و جراحاتي

و أسفن بصورتي في المرآة

فلا أعرف نفسي

ربما نسيت ملامح وجهي في 

البدايات كيف كان 

و في النهايات أنا مصدومة من

الغربة

جلست مكسورة أرشف حال

الندامات و ألوم بحظي

العاثر

وحيدة بدنيتي أصارع سقوطي

بألف هزيمةٍ و هزيمة

أنا مازلت طفلة صغيرة و أحلم

أن لا أكبر 

لا أريد أن أصل إلى زمن

القذارة لأبكي

فلي رغبةٌ من سيد القطب 

الواحد 

أن يفتح نافذة حريتي 

لأرى النهار الجديد و لون 

السماء 

و أطير  مع الحمام في المدى

البعيد راحلة 

أريد أن أسافر لدنيا السلام للبعيد 

و أنسى زمن الغمام 

يا سلام عليكِ يا دنيا  يا

سلام 

كانت لي ذكرياتٍ تنتظرني هناك 

لأعود بريئة بلا ذنب

لكن قد تبدلت شكل الأيام و 

صارت تهين 

و تغير الزمان و المكان أصبح

أكثر حقارة 

يا أيها القوي الضعيف لما لا 

ترسم لي ضحكتي

فلي روحٍ مسلوبةٍ مازالت ترمم 

بأثر الجرح

فأنا المراة التي نهبوا من أحلامها

كل نجاة 

و أخذوا منها كل ألوان الحياة

لتبقى بظلام البقاء

فإنكسرتْ

فكيف سأحطم جدار يأسي و

حدود الأمنيات

و كل من يلتقي بي يريد من

جسدي حصته الكبرى 

لماذا يجب أن يكون لحمي و 

جسدي حلم الآخرين

فماذا سأقول عن زمن النساء 

للآلهة من بعد الإنكسار

قد  دار الزمان و كأنه حجر

اللعنة بحياتنا

عاهرة هي أيام  العبادة بمقام

الذئب المفترس

فلا سبيل إلى السماء لأكون

قمراً لأحرس نجماتي

و لا للأحضان هناك شبع بواحة

الجهالة الخائبين

هو السفر في النسيان بلا

وعي

و جسدٌ يأكل منه كل ما إستطاع

نهشه

فكم هو ثمن المرأة في بلاد

الشرق

فألف كلب بقي يرث شهوة ما

يهدني 

و الخيبة هي وحدها بقيت

من حصة التائبين

من بعد الهلاك القديم بنفس

الحلم الذي كان 

نسيت من أنا و نسيت

مكان الأثر

فالجالس أعمى من زمن 

الدمات

و الوقت أصبح صفة من صفات 

الخسارة  

لحمي قد باع منذ الأزل 

و أسمي من مهد الحضارات 

القديمة 

منقوشٌ على جدار القيامة 

بالعار

فصارت النشوة من طباع

الصاغرين

و المدلالات الجميلات الحائرات

الخائفات البائسات 

الحالمات

ملك الأخرين لوحدهم 

في الإقتناء بسوق

الجواري

سكتت المرأة التعيسة فجأة

التي تمليني الكلام بحديثها

الطويل 

ثم نظرت إليها و تنهدتْ بحسرة

الخائبين

فوجدتها بجانبي قد فارقت 

الحياة 

و هي توصي بالخطأ الكبير 

الموجود بالقصيدة  


مصطفى محمد كبار 

أبن عفرين حلب سوريا 

٢٠٢٤/٤/٢٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق