الجمعة، 5 أبريل 2024

وعود صامتة للشاعرة ندى الياسمين أحمد

 وُعُودٌ  صَامِتَة 


بِإيقاعٍ تَصَبَّرَ يحنو على خُطواتٍ تُعَلِّلُ الانتظارَ على أنهُ ثَمَّةَ شُروقٍ آتٍ، بِصَمتٍ مُطبِقْ ثَمُلَ الوَجَعُ عَبرَ مَلامِحَ تُربِكُ نَزَّ  الجُرحِ، كَليلٌ تائِهٌ لَم يَبقَ لَهُ شَيئاً في غُربالِ الوَقتُ ماعَادَ يَليقُ بِالوَسَنِ عَوَّجَتهُ الهُموم غَيرَ قادِرٍ عَلى إِثرَاءِ الإحتِمالَ وَتَأَمُّلُ الرُّؤى، وَجهَ الصَّوابِ  غَمامَةً رَسَفَها الضَّبابُ بِخِمارِ عَتمَةَ الجَّهالَةِ، تَهمِسُ النَّجوى شِجاراً حَولَ دَهشَتي المَخنُوقَةَ وَكَأَنَّ الخُذلَانَ يَروي الحَكَايا عَبرَ نافِذَةَ العُمرِ، سَقَطَت مَلامِحَ الطِّفلَةِ لَم تُداعِبُ ضَفَائِرَهَا نَسَائِمَ نِيسَان ، عَصفٌ مُتَمَرِّدٌ أدرَكَت الأجفانُ قَسوَةَ الأَرَق كَهَوِيَّةٍ خَرسَاءَ بَعثَرَت تَشكِيلَ الوُجود، اختَرَقَ المَطَرُ صَهوَةَ الشّهابِ لِيَخُطَّ هِلالَ الشَّيبَ لِمُنتَصَفِ العمر دُجَىً أَبيَضَ بَعثَرَةَ الأَوراقِ وَكَأَنَّ الرُّجُوعَ إِلى نُقطَةِ الصِّفرِ باتَت تَلافِيفَ تَصفَعُ جِدارَ القَلبِ لِيَسقُطَ مُغمَاً عَلَيهِ لِيَتَّقي فِتنَةَ المَطَر عِندَما يَبحَثُ وَهمَاً عَن السِّرِ وَسَطَ الغُمَام، شَاحِبَةً أَورَاقَ مُذَكِّرَاتي لا تَصلُحُ ذِكرَى وَسَطَ الفَرَاغ، غِطَاءٌ خَانِقٌ أرنو إلَيهِ مِنَ الأقاصي بِعَبَقِ أنفاسً عَلى عَتَبَةِ إِناءِ اللَيلِ وَمِن ثُمَّ أَعبُرُ الضِّفَّةَ بِلا شِراعٍ كَنَسِيمِ الصِّبَا يَشهَقُ الصَّبَاحُ بِلا رَجِيعٍ لِلصَدَى.

تَحتَ هَذَيَان عَكَسَ الوُجُوهَ عَلى سُطُوحِ مِرآةٍ مُحَدَّبَة لِيَسقُطَ مَغشِيَّاً عَلَيهِ وَكَأَنَّهُ يَزُفُّ الشَّمسَ بِأَوصَالِ مَوكِبٍ مُزَيَّن بِنَاعُورٍ يَسرِقُ المَاءَ مِن العُيُونِ فِي ازدِحَاماتِ المَنَافِي، أَحزَانٌ تَتَوارى هادِئَةً، ذاكِرَةً مُلِأَت بِالوُعُودِ، أَحلَامٌ مَرهُونَةًلِعَصَاً  سِحرِيَّةً تَخُطُّ التَّوَاريخَ بِعَلَامَاتِ النَّفيِ وَالنُّكرَان كَأَنَّهُ رَمَادٌ ظَلَّ مُبهَمَاً  رَغمَ شَفَافِيَّةَ السُّطُور، يَنفِثُ الضَّجِيجُ مَشَاعِرَ نَجوَاها وُعُوداً صَامِتَةً .


بقلمي

ندى الياسمين احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق