الجمعة، 19 أبريل 2024

أكره كلمة الوداع للدكتور محمد الإدريسي

 أكْرَهُ كَلِمَةَ الوَدَاع 

أيَّامُ صِغَرِي كُنْتُ أَضَعُ المَاءَ في عُيُونِي

خُدْعَةٌ أَتَصَنَّعُ البُكَاءَ في حُضْنِ جَمِيلَتِي

أمَّا عِنْدَ الكِبَرِ أَرْشُقُ المَاءَ عَلَى وَجْهِي

حَتَّى أَخْفِي ولا يَظْهَرُ اِنْسِكَابُ دُمُوعِي


فَمَنْ ذِي الَّتِي بَعْدَكِ حَبِيبَتي تُصَاحِبُنِي

لَعَلَّ الزَّمَانَ يُعَلِّمُ الغَرَامَ فُؤادَ عَاشِقَتِي

اِنْتَظَرْتُ حَتَّى مَلَّ اِنْتِظاري وغادَرَني 

وُجُودُكِ عَلَّمَنِي كَيْفَ أُكِنُّ لِلْوَرْدِ حُبِّي


كَقَطْرَةِ أنْداءِ عِطْرِ عُودٍ وَبُخَارِ أنْفَاسِي 

فَكَيْفَ أحْمِيهِ مِنَ الرِّيّاحِ لِتَسْقِيهِ أبْياتي  

أَبْيَضُ الخَدَّيْنِ سُودُ عَيْنِها ألْهَبَ غَيْرَتي 

غَيْرَتَانِ بَدَلاً مِنْ غَيْرَةٍ يا مَنْ سَحَرَ نَظْرَتي


أَرْسُمُ صُورَتَكِ على بَيَاض جُدْرَانِ خَيَالِي

بِأَلْوانِ الحَسْرَةِ وَعَنْ صَدَى أنِينِ أوْجَاعِي

أَتَذَكَّرُكِ حِينَ كُنْتِ بِجَرَّة ماءٍ تَسْقِينَ باقَتِي

فِي صَمْتِ الوَحْدَةِ ذِكْرَى تَرَانِيمِ سَعَادَتِي


فِي دُرْج النِّسْيَانِ أشْيَاءٌ أَهْمَلْتُها إِلاَّ حَبِيبَتِي

مُؤْلِمٌ العَيْشُ في الاشْتِيَاقِ قَدْ يَكونُ نِهايَتي

عَلَى ذِكْرَياتِ الهَوَى أنْتِ أوَّلُ آخِرُ أُمْنِيَاتي

إِلى مَنْ أشْتَكِي ما فَعَلَ بي غِيابُكَ عَزِيزَتي؟


قِصَصٌ كَثِيرَةٌ أرْوِيهَا أتَقاسَمُها مَعَ وِسادَتي

أُبَلِّلُها بِدُمُوع الشَّوْقِ والبُعْدُ أَضْنَى حَيَاتي 

ما عَرِفْتُ هَذا البُكَاءَ إلاَّ في رَحِيلِ والِدَتي

وَ مَعَ ذَلِكَ فَأَنْتِ زِينَةُ الصَّباحِ و اِبْتِسامَتي


الكَلِمَاتُ تَصْمُتُ عِنْدَ اِرْتِفاعِ صَوْتُ غُمَّتِي

و غَادَرَتْ بِسُرْعَةٍ عَلَى ظَهْرِ سَفِينَةِ بَهْجَتِي

أبْحَثُ عَنْ النِّسْيَان لَعَلَّهُ دَواءُ يُطِيبُ دُنْيتِي 

مِنْ هُنا كَانَتْ أَوَّلُ اِبْتِسامَةٍ وَ دَمْعَةُ قِصَّتِي

طنجة 17/04/2024

د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق