الأحد، 26 مايو 2024

حصار ومقاتل للشاعرة سامية خليفة

 حِصارٌ ومقاتلٌ


يا طفلا عاشَ بِكياني 

اجتازَ مسافاتِ الأزمانِ

ظلَّ في الرّوحِ مشتعلًا

في ذاكرةٍ مشوَّهةِ المعالمِ

يا مدينتي كمْ باعدتْ

ما بينَنا السُّدودُ

يا أنا النَّائمةُ في الوجدِ

يا صبايَ المدفون 

في صدرِ الألمِ

ما فرقتْنا يوماً همومٌ

ذاكَ العدمُ الذي اقتلعوهُ 

من خريطةِ وجودي

ها هُوذا حيٌّ في نَبضي

يا صبيًّا عشَّش 

في خابية عمري المطحون

معتَّقةٌ ذكراكَ

يا أنا المحبوسةُ في قمقمٍ

كمْ تشتاقُ 

عينايَ لرؤياكِ  بِلا غبشٍ

يا ثائرًا عاش في كياني

لم تخمد فيه

جذوة عشق الوطن

ظنّوا أنَّهم قتلوا الوطنَ

ما عرفوا أنَّ مدينَتي علَّمتني 

كيف أحييها في قلبي  

كيف أخط قصائدي واسمي 

على جدارِ سورِها

سأفكّ بفورة الغضبِ

عن وَطني الحصارَ

أيا مدينةَ الجمالِ

علِّميني

كيفَ أغزلُ من نَوْلِ الهوى

شالًا أهديهِ إليكِ

كم ضيَّعتُ من عمري الشنوات سدًى

في كتابةِ الأشعارِ

ومدينَتي ترزحُ تحتَ وطأةِ الحِصارِ

تفتقدُني... تفتقدُ بيَ المقاتلَ

يا نبض الثائر في روحي

ستبقى دومًا تسري في اوردتي 

ما نفعُكِ قصيدتي

ما الجدوى من اسمٍ يخلِّدُكِ شعرا

ومدينةُ النّورِ تستجْدي فينا

نبضَ الثُّوارِ؟


سامية خليفة/ لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق