السبت، 18 مايو 2024

عبير الحياة للاستاذ سيد علي تمار

 عبير الحياة ...


رأيتُكِ في المنام فقلتُ 

هذا ملاك ...كلاَّ ! 

فانتبهتُ من السريرِ ! 

عيناكِ مع الغلس 

اهتدتْ لها نفوس الحيارى 

كأنهم في صحاري 

يتنافسون على النَّميرِ ... 

مهلا يا ذات الدعج ...مهلا 

فإني لا أقوى على المسيرِ ! 

تُهْتُ في بحر الصبابة 

باحثا عمن يداوي خاطري 

و يُعيدَ لي حبًّا ...أبغيه 

كحب ذاك الصَّغيرِ ...

صُنتُكِ عن ظلال الخنى 

  و مسحتُ من ذاكرتي 

دروب الشَّقاء ...عسايَ 

أطوي صفحًا لحظاتٍ 

مرَّتْ بالفؤاد العليلِ 

فكنت متهاديّا ...

كحال الضَّرير ! 

أعزف بلحن الوجع 

سمفونية الألم 

فتزيدها الأسنان وقعا 

كوقع الصَّريرِ... 

ما لي أراكِ تُراوِديني

تُشاحنيني

تنابزيني

تُقامريني ...

على فؤادي الذي أهديْتُكِ 

إيَّاهُ لأحظى بنظرة 

تُرجِعُ لي الأنفاسَ 

بوحيِ الضَّميرِ...

كفاكِ تلاعبًا 

كفاكِ تكبُّرًا 

كفاكِ توارِيًا 

كشمس عند الكسوف 

قد غابت بالأثيرِ ! 

هاتيكِ غايةُ المحتاج 

يرتجي منكِ وصالًا 

خاطفًا وقتَ الخُلُوِّ 

أو عند الهجيرِ ...

قرأْتُكِ ككتاب زادنيهِ 

العمقُ درايةً و كفايةً 

فعاد البِعادُ رفيقا 

متوسِّدًا دمعي 

كحال الأسيرِ ! 

رُحماكِ بِحِبٍّ قد أوقد 

الهجرُ في حناياهُ 

نارا لتزيدهُ همًّا 

أو يلعنَ صُبحَ الفراقِ 

الذي أرمدَ عين البصيرِ !  


بقلمي : أ. سيد علي تمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق