خاطرة ( الندى)
سألني الندى
هل تعرفني ؟
قلت : عطرا تهادى من السحاب،واستقر على ثغر الزهور ليرد إليه روحه بعد صلاة استسقاء .خمرا لا يثمل و كأسا من رحيق الورد.هدية الصباح لتشرق الشمس وتتلعثم أطيافها في دربه فتعكس الأجواء رونقها وتطهر مسامات الأغصان من عبث الليل وشغب الهواء. حياة قصيرة مداها الضحى لا تحمل ذنوبا ولا إثما.
خيالا يراود الشعراء على منصة الخيال ، فيتساقط على أروقة الحروف فتعانق قافية العشق وبيت الألام. بيتا بلا سقوف حدوده الأزهار، بلا حصون ولا سدود . لا سيوف تطاوله ولا جيوش تجتاجه. سقيا العصافير حين ينتابها العطش .رغد الأقاحي وزينة النخيل . صديق الفجر وغناء السّحر ومهد الشروق . هو ذاك الحلم الذي تنبأ به الياسمين وتفتحت عيونه على قبلاته . هو حروفٌ لا تكسر ولا تضم ولكن فاتحة ذراعيها لعنان السماء ولقِبلة السحاب ليصلي في محراب الأقحوان بصدق الحب واستقامة المشاعر . السكون الحالم على دروب الربيع .هو البلدة النائية عن طقوس الكره والعنف ، السلام الأبدي في نفس البراءة.هو النداء الأخير لرحلة الصفاء.
محمد درويش
خاطرة ( الندى)
١ مايو ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق