الاثنين، 20 مايو 2024

اليأس والأمل للشاعرة أمينة المتوكي

 اليأس و الأمل


في ليلة من ليالي الشتاء

اشتدت الأمطار و العاصفة الهوجاء

انكسر بلور نافذة الفناء

انقطع التيار و اكفهرت الأجواء


أهدتني شمعتي نورا باسما متهللا

لمحت اليأس إلى عالمي متسللا

أمسكت به في بذلة قناص متسربلا

ما بال اللئيم جاءني متطفلا؟


قال هذه فرصتي لأسود و أعتدي 

اليوم سأخنقك بقبضة يدي

سماؤك متجهمة و لا نجوم بها تهتدي

فكيف السبيل إذن إلى ردعي و صدّي؟


انعكس نور الشعة متقدا في عينيّ

رفعت راية التحدي و عقدت حاجبيّ

قلت لست بمنتصر و لا مسيطر عليّ

ستعود مدحورا من حيث جئت إليّ


استشاط غضبا فأطفأ نور شمعتي

سعى الوغد جاهدا لكسر شوكتي

حُشرت في الزاوية و نضبت حيلتي

خارت قواي و أوشكت تسقط دمعتي


تمسكت بحبل الأمل و الأمنيات

سحبته بقوة حتى تولدت شرارات

فأشعلت بدل الشمعة عشرات الشمعات

عاد لعينيّ البريق و لقدميّ الثبات


حمي الوطيس و اشتعلت ساحة الوغى 

طالت الحرب بيني و بين عدو طغى

إذا ما اقتربت من النصر فار غضبا و أرغى

كم هو وعر الطريق لنيل المراد و المبتغى!


صاح الديك في أذني بلسان صدوق

لقد بزغ الفجر و اقتربت الشمس من الشروق

اصمد و دع الأمل يروي العروق

سينسحب اليأس منهوكا و كالمصعوق


جادت الشمس بخيوط ذهبية مباركة

انتصرت و حسمت لصالحي المعركة

فرّ اليأس من الساحة مهزوما و منهكا

و أنا على الشرفة حياني قرص الشمس ضاحكا

***بقلم أمينة المتوكي***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق