خربشاتي
كانا يجلسان على شرفة المنزل ، اكواب القهوة امامهما و الصمت سيد الموقف ، الهدوء يخيم على المكان بشكل قد يثير الخوف احيانا و احيانا اخرى قد يبعث السكينة في النفس .
قرص الشمس خجول يبعث حرارة دافئة، هكذا الجو في مثل هذا الوقت يكون حنون على الناس .
دون سابق انذار ، قالت له: اتذكر اول لقاء لنا
ازاح المجلة الفديمة المهترئة من امامه و رفع نطارته الطبيه وتنهد بصوت حزين ، وقال طبعا يا عزيزتي اذكر ذلك جيدا
في ذلك اليوم كنت عائدا من تصديق بعض الاوراق بغرض السفر و كنتِ انتِ تشربين قهوتك في الكافيه القريب من بيتنا حين رأيتك لأول مرة ظننت انني اعرفك ؛ اتذكرين ؟
القيت عليكِ التحية ! هههه
و انتِ استجبتِ
اعتذرت منكِ و قلت لكِ ، ظننتك احد من اهلي
ابتسمتِ وقلتِ لا عليك
صعدت للبيت و العرق يتصبب مني فقد وقعت في حرج لا احسد عليه .
لا اعلم ما الذي دفعني ان اختلس النظر اليكِ من نافذة غرفتي ، كنتِ تشربين القهوة و تقرأين .
بعد دقائق جمعت اشياءك و غادرت ؛ بقيت اراقبك ؛ سلكتِ الطريق المؤدي الى الشارع الاخر ثم غبت عن انظاري
نزلتُ بسرعه و لحقتُ بك ؛ كنتِ تشترين بعض الاشياء من البقاله ثم توجهتِ لسيارتك الصغيرة وغادرتِ المكان بلمح البصر حفظتُ رقم السيارة
لماذا ؟ لا اعلم ؛ ربما كنتُ اعلم انك ضلعي الاعوج الجميل
ربما لاني احسست اني اعرفك او اريدك .
من خلال قريب لي عرفت كل شيء عنك
و استطعت ان اتصل بكِ ؛
انها لذكريات جميله ؛ احبكِ عزيزتي .
تنهدت وأدارت وجهها باتجاه الشارع دون ان تنبس ببنت شفه ثم قالت " و انا احبك واحن لتلك الايام "
فُتح باب الشرفة ظهرت منه فتاة شابه في منتصف العشرين و قالت :
امي هل ناديت علي ؟
بدأت الدموع في عين الام وقالت ؛ لا
التفتت الفتاة لاكواب القهوة ؛ تفاجأت ، سالت امها هل اخي كان هنا ؟
اجابت ؛ لا
اذا من شرب القهوة معك يا أمي؟
ابتسمت الام وقالت لقد كان والدك هنا !!!
رهام عباس مرادات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق