الجمعة، 3 مايو 2024

خربشاتي للشاعرة رهام عباس مرادات

 خربشاتي 


كانا يجلسان على شرفة المنزل ، اكواب القهوة امامهما و الصمت سيد الموقف ، الهدوء يخيم على المكان بشكل قد يثير الخوف احيانا و احيانا اخرى قد يبعث السكينة في النفس .


قرص الشمس خجول يبعث حرارة دافئة، هكذا الجو في مثل هذا الوقت يكون حنون على الناس .

دون سابق انذار ، قالت له: اتذكر اول لقاء لنا 

ازاح المجلة  الفديمة المهترئة من امامه و رفع نطارته الطبيه وتنهد بصوت  حزين ، وقال طبعا يا عزيزتي اذكر ذلك جيدا 

في ذلك اليوم كنت عائدا من تصديق بعض الاوراق بغرض السفر و كنتِ انتِ تشربين قهوتك في الكافيه القريب من بيتنا حين رأيتك لأول مرة  ظننت انني اعرفك ؛ اتذكرين ؟


القيت عليكِ التحية ! هههه 

و انتِ استجبتِ

اعتذرت منكِ و قلت لكِ ، ظننتك احد من اهلي 

ابتسمتِ وقلتِ لا عليك 

صعدت للبيت و العرق يتصبب مني فقد وقعت في حرج لا احسد عليه .


لا اعلم ما الذي دفعني ان اختلس النظر اليكِ من نافذة غرفتي ، كنتِ تشربين القهوة و تقرأين  .


بعد دقائق جمعت اشياءك و غادرت ؛ بقيت اراقبك ؛ سلكتِ الطريق المؤدي الى الشارع الاخر ثم غبت عن انظاري 

نزلتُ بسرعه و لحقتُ بك ؛ كنتِ تشترين بعض الاشياء من البقاله ثم توجهتِ لسيارتك الصغيرة وغادرتِ المكان بلمح البصر حفظتُ رقم السيارة 

لماذا ؟ لا اعلم  ؛ ربما كنتُ اعلم انك ضلعي الاعوج الجميل 

ربما لاني احسست اني اعرفك او اريدك .

من خلال قريب لي عرفت كل شيء عنك 

و استطعت ان اتصل بكِ ؛  

انها لذكريات جميله ؛ احبكِ عزيزتي .


تنهدت وأدارت وجهها باتجاه الشارع دون ان تنبس ببنت شفه ثم قالت " و انا احبك واحن لتلك الايام "


فُتح باب الشرفة ظهرت منه فتاة شابه في منتصف العشرين و قالت :

امي هل ناديت علي ؟

بدأت الدموع في عين الام وقالت ؛ لا 


التفتت الفتاة لاكواب القهوة ؛ تفاجأت ، سالت امها هل اخي كان هنا ؟ 


اجابت ؛ لا 

اذا من شرب القهوة معك يا أمي؟ 

ابتسمت الام وقالت لقد كان والدك هنا !!! 


رهام عباس مرادات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق