الجمعة، 31 مايو 2024

قبلت فيك التحدي للشاعر محمد صادق

 قبلت فيك التحدي


أقُولُ بأنَّكِ 

كُنتِ وما زِلْتِ ومافَتِئْتِ ومابَرِئْتِ وقَبِلتِ  بأنَّكِ بي تَستبدِّي

وبأن تكُوني على الدَوَامِ ضِدِّي

وبأنَّكِ مِن العُنفوانِ ومن التَوَاني ومن الطُغيانِ ومن الهَوانِ ومن الإمتهانِ  ذَهبتِ لتَستَمدِّي

ولتستردِّي كِبريَاءً زَائفاً وإبَاءً لاأسَاسَ لَهُ مِن الضًَحَالةِ غيرَ مُجْدِي

فانكسرتِ

واندحرتِ

وخَسَرتِ

وانزلقتِ لهَاويةٍ من التَرَدِّي

ورَضِيتِ بأن تَغرقي وأن تَتَفَرَّقي وأن تتمزقي وأن تُهْرَقي وأن تُسحَقي وأن تُمحَقِي وأن تُخْنَقِي وأن تُزهَقي في لُجَّةٍ من أسَاكِ المَسْتَجَدِّ

وغُيِّبتِ في جُبِّ من النُكرانِ والخُسرَانِ والنسيانِ عِندي

ثُمَّ تَدَّعينَ وتَمْكُرينَ وتَخْدعينَ بأنَّهُ ما گانَ قَصدي

فهَل كُنتِ أنتِ وكُنتُ أنا لَديكِ إلَّا لُعْبَةً وزَهرُ نَرْدِ   

وهل أنا تعدَّيتُ القَنَاعَةَ فكانَ مِنكِ التَعَدِّي


أقُولُها ياذَاتَ الفَصَاحةِ والقَبَاحَةِ والنَطَاحَةِ والتَّنَاحَةِ والنُهَى

يامُنتَهي

ويامَنْ ذهبتِ إلى اللامُنتهى

فهل كانَ ذاكَ العقلُ سَهَا

أم أنَّكِ قَبِلْتِ بَهَا

والبَلَاهَةُ أنتِ لَهَا

فيامَن لَهَى

أقُولُها 

بأنَّنِي 

وإنَّنِي

گأنَّنِي

وأعتَنِي

من بعدِ مارأيتُ سُوءَ المَعْدَنِ

وبعدما أوشكَ القلبُ الصَريعُ أن يَضيعَ

سَاقطاً

وسَاخطاّ في حَوْمَةِ الترَدِّي

وَبِعْتِنِي

فَهَا قد ثارَ جُنُوني 

وتَفَجَّرَ بُركانُ زُهْدِي 

أقولُهَا

وأنتِ دَليلُها

بأني قَبِلْتُ فِيِكِ التَحَدِّي 

برغمِ ماكانَ مِنِّي

ومِن وَجدي وَ وِدِّي

فَرُحْتِ مِرَاراً وتكراراً تُعَاديني وتُعَانديني ولم تَخْمَدِي

 رغم ماكانَ مِنِّي 

من التَمَنِّي ومن تَوَدُّدِي

ومن الوِدَادِ 

باطرادٍ وبازديادٍ فلم تَوِدِّي ولم تُؤَدِّي

ولم تهتدي


لَعِبَتْ بِكِ أيادٍ خَفِيَّة

فَـ جَنَيتِ عَلَيَّا

ولم تُهَدِّي

وكانَ قلبُكِ الظمآنُ للخُسرانِ 

مَرَامَاً وغرَاماً وغنيمةً فَأنَّى لكِ تُسْتَرَدِّي

أضحيتِ سُعَاراً وشَرَارَاً وبَوَاراً لَمَّا 

مع الرُكبانِ مَشَيتِ فغَدوتِ هُشَاشَةً وهشيماً تذروهُ الرياحُ عَمْداً ودُونَ عَمْدِ   

فياأنتِ

لِمَا تُهتِ

وهل شَبعتِ مِمَّا جَنَيتِ

 وبهِ حَلِمْتِ 

ودَوماً كُنتِ لهُ تستعِدِّي 

ودُونَ اعتبارٍ أو اعتذارٍ للمقتُولِ تُبدي

ورغم ماكانَ من امتهانٍ

مع الزمانِ ومع المكانِ

فمازلتُ أقولُها بأنَّكِ أنتِ الحياةُ 

وأنتِ النجاةُ

فبما الآنَ

الآنَ تَرُدِّي

وهَا آيةُ الغُفرَانِ عندي

فيامَنْ كُنتِ أنيسةَ وحشتي ووحدتي

 وكُنتِ وَعدِي ووَجْدِي وسَعدي وسَنَدِي وعهدي وكُلُّ ذلكَ كانَ عندي

وكُنتِ اقترابُ المسافاتِ وانسجامُ الحَكاياتِ واطرادُ الرُواياتِ وكُلُّ الأقاصيصِ وشَهدي

فماذا رأيتِ

ولماذا جَرَيتِ

وأيُّ الأشياءِ جَنَيتِ 

إلَّا عِنادٍ واضطهادٍ وازدرادٍ وإجهادٍ للأُنوثَةِ المُثلَى وتلكَ المَذَلَّةِ فعُودي لمَأوَاكِ بين الحنايا زهراً وَوَرْدِ

فلاأنا نَويتُ

ولا انتويتُ

ولا هَوَيْتُ 

ولابَدَيْتِ

سوى أنَّكِ من الجمال تُبدي

لَكِنَّكِ

أبَيتِ إلا أن تكوني ضِدِّي 

ورُحتِ تعيثينَ خراباً واضطرابًا وانقلاباً  ويَبَابَاً وحِرَابَاً واحترابًا فماذا جنيتِ من هذا التَّصَدِّي

فَـ يارَبَّةَ العِنَادِ والوِهَادِ والانقيادِ

هيا ارجعي

وتضرَّعي

 وكَفاكِ انصياعاً للعابثينَ المتسلطينَ المتلصصينَ السارقينَ المَارقينَ الحانثينَ الخَانثينَ المُوَسْوسينَ والمُهَسْهِسينَ والحانقينَ والحاقدينَ والناقمينَ والمُبغضينَ والمُعَضِّدِينَ والمُدَلِّسينَ والناهبين ألبَابَ العَذَارى والبَدَارَى والبَكَارى  والسَّكارَى بقصدٍ ودُونَ قَصْدِ

فهل تعودينَ لجادة الطريقِ وتنتوي شُروقًا وخُطَاكِ إلى المَعلومِ تَمُدِّي

أم تلبثينَ

تُنَاطحينَ طَوَاحينَ الهواءِ والهُرَاءِ وتنطحينَ السحابَ

وتَصُدِّي


#m_msadek

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق